الخميس، ٢٩ أبريل ٢٠١٠

سلني

                                                 سلني

لاتسل الصحاب عني
فاني
ما زلت وحدي هنا أعاني
ولكن سل القمر إذا أهل ضحوكا
وبدفء نوره غشاني
وسل الشمس إذا أشرقت في السما
كما تشرق في نفسي ألاماني
وسل ليلا أقبل مظلما
تارة أضحكني وتارة أبكاني
وسل نفسي الحيرى تقاوم
في بحر الحياة
سلها من في نفسي رماني
      ****
لا تسل الصحاب عني
ودعني
أشرب من رحيق الربا
أنام في خيالي وأفترش الفضا
انتظر نفسا أحرقتني
أرقتني
علها تعود يوما وترضاني
علها لم تستطع بعد نسياني
علها تفتش عني كما أفتش
وتشتاق – كما أشتاق –
تلقاني
   ****
لا تسل أحدا عني
ودعني
فاني أعيش في نفسي وحداني
أبكي فإذا دموعي
تجري في عروقي ولا تدري
العين ما أبكاني
وأضحك فيبسم قلبي
بسمة حزن
ويشتاق فاهي للتبسم
شوق الصدى الظمآن
    ****
لا تسل أحدا عني
وسلني
فاني سر نفسي
أدري عن الكل ولا يدري
أحد كنه نفسي
أحيا بينهم وسري
في غيابات رمسٍ
إذا أنست فاني
ليَ ُأنسي
وإذا اغتربت فإنما
 غربتي من أمسي

الأحد، ١٨ أبريل ٢٠١٠

صورة... وكلمة

دخل علينا يستند علي عكاز فقد كانت احدي رجليه مصابة بشلل.. وجلس علي كرسيه باديا عليه اثار التعب والارهاق
 والجلال في نفس الوقت
ان رأيته أكبرته في نفسك بلا شك.. رغم ان مظهره البسيط لا يشي بكونه دكتورا للهندسة المدنية
وان تكلم.. أخذتك نبرته الهادئة العميقة كأنها قادمة بالحقيقة من علم اخر
هذا هو دكتور (أمير بيومي)رحمه الله -
وقد دخل علينا بهيئته تلك ليلقي علينا احدي محاضرات مادة الانسانيات -المقررة علينا في (اعدادي هندسة)أول سنة لنا في هذه الكلية
حقا لقد أخذني هذا الرجل بكلامه ... لديه سحر أن يلقي اليك الكلام ببساطة شديدة وتلقائية الخبير
كان الكثيرون يستاءون من اسلوبه وينامون في المحاضرات من هدؤه
اما انا فقد كنت استمتع بشدة بكلامه ولا اعتبره مقررا دراسيا..بل كل محاضرة ماهي الا ندوة عامة يلقي علينا فيها
فكرة جديدة... ونصيحة جديدة.... وحكمة جديدة في الحياة
في هذه المرة
كان يتكلم عن أن المهندس يفضل التعبير بالصور والمخططات والرسومات عن التعبير بالكلمات
لان المخططات والصور تعطي المعلومات بطريقة منظمة وواضحة ومباشرة
أما الكلام فربما يصبح كثيره بلا فائدة حين تتوه المعلومة الدقيقة في وسطه
------
هذه حكمة غالية ان اعتدت عليها اصبحت منظم الفكر .. قادرا علي وضع المعلومة في مكانها الصحيح.. مما يؤهلك ان كنت ستوصلها
او ستشرحها لاحد ان توصلها بطريقة مباشرة لا لبس فيها ولا غموض
وان كنت صاحب القرار...ان تأخذ قرارك بناءا علي معلومات سليمة ودقيقة فتأخذ القرار السليم
---------
لم أكن حينها أعرف  مادرسته فيما بعد في التنمية البشرية من أن هنااك طريقة كاملة في التفكير اخترعها (توني بوزان) اسمها
الخرائط الذهنية
MindMapping
تقوم علي نفس الفكرة بالظبط.... أن تتضع أفكارك في شكل مصور شجري... لكي تكون أكثر تنظيما
----------
ثم خذ هذا المثال الذي أطبقه انا باعتياد شديد
حين تريد الذهاب الي مكان ما لأول مرة.. ولا تعرف كيف تصل اليه؟
مذا تفعل؟
هل تسأل احد معارفك ان يشرح لك الطريق ثم تذهب بناءا علي هذه الوصفة التي غالبا ماتكتشف خطأها فتوقف أحد المارة
 ليخبرك أين يقع مكانك المنشود
ثم تكتشف انه قد ضللك لانه فقط لا يريد أن يقول لا أعرف؟؟
ألم تفكر ولا مرة في أن تتعامل بهذه الحكمة
وتحاول الحصول علي خريطة للمكان الذي ستذهب اليه؟ وقد اصبح من السهل جدا الان الحصول علي خرائط جاهزة ومفصلة لاي مكان
في العالم.. عن طريق التقنيات الحديثة والبرامج المتطورة ك (جوجل مابس) وغيرها؟
حين تفعل ذلك... ستكتشف كم ستوفر علي نفسك من عناااء
وستكتشف حقا
أنه في بعض الاوقات
تصبح الصورة خير من ألف كلمة
-----------
*ان قرأت كلاما كثيرا واحسست انك لم تفهمه لما لا تحاول ان تعبر عنه بصورة
فالمخ يحتفظ بالصور فترة اطول بكثير جداا..مما يحتفظ بالكلمات

*ان كنت تريد ايصال معلومة (أي معلومة) لأي شخص.. وتري انها تحتاج لشرح طويل
لما لا تحاول ان تعبر عنها بالرسم
صدقني..أنا شخصيا أفعل ذلك باستمرار وأوفر علي نفسي الكثير من الوقت في كلام لا طائل منه

*ان كنت طالبا في أي مرحلة من التعليم وتجد صعوبة في مذاكرة مادة ما
لما لا تحاول جعلها أكثر متعة واثارة عن طريق الصور.. والألوان أيضا
جرب...ستجد الأمور صارت الي الأفضل أن شااء الله




 

الجمعة، ٢ أبريل ٢٠١٠

اخنق جارك!

عاد الي صغيري بعد غياب
قلت لأمي تناديه لأني أريده... جاءني ونبرة الاعتذار في كلامه...واشتياقه الصغير في عينيه
بدأني بقوله.... كل لما اقول لماما تجيبني تقولي بكره
تحاورت وصديقي الصغير وداعبته وداعبني
وكان من بين ماقال لي حين رآني فاتحا حاسبي المحمول... 
عندك لعبة(اخنق جارك)؟؟
ماذا؟؟
- اخنق جارك
- وهل هناك لعبة اسمها اخنق جارك؟
- قال نعم.. كنت العبها علي (الكمبيوتر) عندنا
- وماذا تفعل فيها كي تكسب؟
- تخنق جارك قبل أن يخنقك
- ياسلام؟
- قال في حماس
اه والله... لقد خنقته ست مرات وخنقني اربع فقط... رغم ان جاري كان كبيرا
- وهل يجوز أن نخنق جيراننا ياعبد الرحمن؟
-قال نعم... كنت أخنقه
-أدركت حينها انها واحدة من الرسائل الخفية لعقول صغارنا البكر
وتذكرت بحثا كنت قد قمت به عن الرسائل للعقل اللاواعي.. وكيف تؤثر برامج الكارتون وحلقات التليفزيون علي الأطفال
ناهيك طبعا عن ألعاب العنف التي يلعبها الأطفال فتزرع فيهم أن البطل لابد أن يكون سارقا قاتلا لايعرف دينا ولا ربا ولا عرفا ولا مجتمعا
وهاهي واحدة من تلك الرسائل الملعونة تصل الي حبيبي الصغير... لتزرع فيه أن الجيران أعداءنا يقلقون راحتنا ولابد أن (نتغدي بهم قبل أن يتعشون
هم بنا).....أحببت أن أصل الي أعماقه كما أفعل كل مرة
قلت له... تخيل معي ياعبد الرحمن
-هل يمكن أن تطرق باب جيراننا الذين في الأسفل.. وحين يفتحون لك.. تقوم بخنقهم؟؟
سكت قليلا... ثم قال... أنا بعمل كده في اللعبة
قل ماشئت من أحاديث حقوق الجار... ومختلف الأخلاق... والفضائل
لن نستطيع أن نربي أطفالنا حقا في هذا العصر... الا اذا أدركنا كيف يتم غزو عقولهم في حجرة النوم.. وكيف نزرع في عقولهم اللاواعية خلاف ما نعلمه لهم... ويذهب الكلام وتبقي الصورة.. كما يقول علماء البيولوجي عن المخ واحتفاظه بالصور
وقل ماشئت من نظرية المؤامرة والغزو الفكري والصهيونية العالمية ولكن دعنا نقف وقفة ونسأل أنفسنا
متي سنتحمل مسئوليتنا تجاه أطفالنا وديننا وقيمنا... فنمتلك ناصية التكنولوجيا والعلم... ثم نوجهها لصالحنا بدلا من ان نتركها رماحا تغمس في قلوبنا الي الأبد؟