‏إظهار الرسائل ذات التسميات زيدان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات زيدان. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، ١٨ أبريل ٢٠١١

الرد علي شبهة انتشار الاسلام بالسيف

تساؤلات
كيف دخل الاسلام الي أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان (اندونيسيا) التي بها تقريبا ثلث العالم الاسلامي والي شرق اسيا ككل؟؟
هل لو كان الاسلام انتشر بالسيف...هل كان سيبقي في بلاد المسلمين الان هذا العدد من الاقليات... وفي بعض الاحيان أغلبيات في دولة اسلامية.. كالهند؟..لقد ظل الاسلام في الهند قرابة ثمان قرون وهو يحكم الدولة ومع ذلك المسلمين ظلوا أقلية...ماذا حدث يادكتور للمسلمين حينما احتلت بريطانيا الهند ومكنت الهندوس من المسلمين؟...هل سمع الدكتور زيدان عن اعمال الابادة وحرق القطارات المكتظة واطلاق النار في المساجد من قبل الهندوس
أليست الهندوسية كالبوذية ديانة ( لاتحب يادكتور تسميتها بالوثنية... وليس فيها مبدأ الابادة الذي تتلطخ به الديانات التي نسميها سماوية تجوزا؟)
هل لو كان الاسلام انتشر بالسيف...الم يكن من ابسط تلك القناعات أن يقوم بحروب ابادة ومحاكم تفتيش... ونري دول الاسلام بعد عشر او عشرين سنة من دخول الاسلام فيها ...وليس فيها أحد من أصحاب الديانات الأخري؟
قال الإمام النووي : وقد حمى الإسلام الحنيف أهلَ الذمة وعاشت في ظله ديانات اليهود والنصارى بعد أن كان يضطهد بعضهم بعضاً ، ويقتل بعضهم بعضاً فأقر بينهم السكينة والوئام والسلام ، وترك لهم حرية الاعتقاد.

أليس الحق أن الاسلام هو الذي حورب دوما بالسيف والبندقية والمدافع والطائرات لما ضعف؟... وانه قد ضرب أمثلة لم ير مثلها في تاريخ البشرية في نبل المبدأ وشرف الغاية وحسن المعاملة؟
هل لو كان الاسلام انتشر بالسيف ... لبقي عليه أهله المغصوبون بعد زوال دولة الاسلام بل وادفعوا عنه ونافحوا وماتوا في سبيله؟
يقول الشيخ محمد ابو شهبة في السيرة النبوية:
ثم ما رأي المنصِّرين والمستشرقين في أن من أكره على شيء لا يلبث أن يتحلل منه إذا وجد الفرصة سانحة له ؟ بل ويصبح حرباً على هذا الذي أكره عليه ؟ ولكن التاريخ الصادق يكذب هذا ، فنحن نعلم أن العرب - إلا شرذمة تسور الشيطان عليها - ثبتوا على ما تركهم عليه الرسول ، وحملوا الرسالة ، وبلَّغوا الأمانة كأحسن ما يكون البلاغ إلى الناس كافة ، ولم يزالوا يكافحون ويجاهدون في سبيل تأمين الدعوة وإزالة العوائق من طريقها حتى بلغت ما بلغ الليل والنهار في أقل من قرن من الزمان ، ومن يطَّلع على ما صنعه العرب في حروبهم وفتوحاتهم لا يسعه إلا أن يجزم بأن هؤلاء الذين باعوا أنفسهم رخيصة لله ، لا يمكن أن يكون قد تطرق الإكراه إلى قلوبهم ، وفي صحائف البطولة التي خطوها أقوى برهان على إخلاصهم وصدق إيمانهم ، وسل سهول الشام وسهول العراق ، وسل اليرموك والقادسية ، وسل شمال إفريقيا تخبرك ما صنع هؤلاء الأبطال .
 
ثم ما رأي هؤلاء المفترين على الإسلام في حالة المسلمين لمَّا ذهبت ريحهم ، وانقسمت دولتهم الكبرى إلى دويلات ، وصاروا شيعاً وأحزاباً وتعرضوا لمحن كثيرة في تاريخهم الطويل كمحنة التتار ، والصليبيين في القديم ، ودول الاستعمار في الحديث ، وكل محنة من هذه المحن كانت كافية للمكرهين على الإسلام أن يتحللوا منه ويرتدوا عنه ، فأين هم الذين ارتدوا عنه ؟ أخبرونا يا أصحاب العقول !!.
هل نعرف ان الاسلام هو أكثر الاديان انتشارا علي وجه الأرض الآن باحصائيات الفاتيكان والدول الغربية؟... أين هو السيف اذن؟
انه في يد اعداء هذا الدين يسومون اهله به سوء العذاب في كل مكان
وحسب القارئ الكريم أن يعلم أن الإسلام رغم الاستضعاف الذي نزل بأهله في هذه الأزمان هو أكثر الديانات انشاراً وفقاً للإحصائيات، وأنى لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو رجل واحد بين أمم أهل الكتاب والمجوس والمشركين أنى له أن ينشر دعوته بالسيف بينهم، بل كيف يفعل ذلك أتباعه في أول أمرهم ولم يزل الأمر بكف الأيدي عن القتال يتنزل على رسولهم صلى الله عليه وسلم قبل فرضه، نعم فرض القتال بعدُ ولكن ما كان لينتشر في أول أمره ولاحقه إن لم تكن لدعوته مقومات القبول والانتشار عند الناس. وإذا تأملت تلك الملاحم التي حدثت في عهد النبوة وقريب منها وجدت أن عسكر الإسلام وجند القرآن هم الأقل عدة وعدداً ومع ذلك فقل أن تكون دائرة إلاّ لهم وهذا يفيد بأن سبب نصرهم أمر زائد على حد السيف.
(العقاد .. حقائق الاسلام وأباطيل خصومه)
هل نعرف كيف أسلم التتار؟.. هل هزمهم المسلمون؟
لقد انتصر التتر علي المسلمين انتصارات مذهلة لضعف الخلافة العباسية وسيادة الانقسامات... فماذا كان رد فعل التتر الهمج لما رأوا الاسلام؟... لقد دخلوا في الدين الحنيف واسسوا امبراطورية المغول الاسلامية التي ظلت في قلب اسيا الي أن جاء الاستعمار الحديث
وقد دخل الإسلام أقطار آسيا الشرقية وغيرها من الأمم الأوربية مع أنه لم يصل إلى تلك الأصقاع جنود وعساكر! ولعلك اليوم لاتجد دولة في أرض الله ليس فيها مسلم. بل قد عهد في التاريخ الإسلام أمراً عجباً لعله لم يعهد في تاريخ الديانات الأخرى وهو دخول الغزاة المتغلبين على المسلمين في دين الله أفواجاً كما حصل أيام الغزو التتري على بلاد المسلمين.(العقاد .. حقائق الاسلام وأباطيل خصومه)
هل سمعنا عن موقف سيدنا أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه مع نصاري الشام؟
لقد رد الجزية الي أهل دمشق بعد أن فتحها لأنه لم يستطع منع الروم من اقتحام المدينة فجاس الروم فيها وعتوا ونهبوا.. فلم رجع الجيش المسلم الي المدينة واستطاع فتحها رد قائد الجيش (سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه) الجزية الي أهل دمشق... وقال لهم خذوا جزيتكم فانا لم نستطع حمايتكم
وقال 
(إنما رددنا عليكم أموالكم؛ لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم". وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: "ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم) .. فلو كانوا هم، لم يردوا علينا شيئا، وأخذوا كل شيء بقي لنا". ( الأحكام السلطانية)
و أمر "أبو عبيدة "صاحب الجزية ( حبيب بن مسلمة ) أن رُدَّ على أهل حمص كل ما أخذته من أموال الجزية ( لأنهم لن يدافعوا عنهم بذلك الانسحاب )، وقل لهم:
(
نحن على ما كنا عليه فيما بيننا وبينكم من الصلح، لا نرجع فيه إلا أن ترجعوا عنه ).
وهكذا رد المسلمون الجزية لأهل حمص، وقد تعجب أهل حمص من هذا الموقف تعجبًا شديدًا، إذ إنه في الدولة المادية (التي لا تقوم على شرع الله ) صعب أن يتخيل الناس أن جيشًا منتصرًا أخذ الجزية والأموال، ويملك القوة والجيش، يعيد الجزية لأهل البلد، لأنه لن يستطيع أن يدافع عنهم ضد أهلهم (الروم ) !!
فقالو لهم: ( رَدَّكُمُ اللهُ إلينا، ولَعَنَ اللهُ الذين كانوا يملكوننا من الروم، ولكن والله لو كانوا هم علينا ما ردُّوا علينا، ولكن غصبونا، وأخذوا ما قدَرُوا عليه من أموالنا، لَوِلايتُكُم وعدلُكم أحبُّ إلينا مما كنا فيه من الظلم والغُشْم .. )
هل هؤلاء قوم كانوا يجبرون الناس علي الدخول في الاسلام.. كما يقول الدكتور؟
هل سمعنا عن هذه الشكوي من أهل سمرقند الي الخليفة عمر بن عبد العزيز؟
عندما وصل خبر تولية عمر بن عبد العزيز الخلافة إلى سكان ما وراء النهر، اجتمع أهل سمرقند، وقالوا لسليمان بن أبي السري: إن قتيبة غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف؛ فَأْذَن لنا فلْيَفِدْ منَّا وفد إلى أمير المؤمنين، يشكو ظلامتنا، فإن كان لنا حق أُعطِينَاه، فإن بنا إلى ذلك حاجة، فأذن لهم سليمان، فوجهوا منهم قومًا فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن أبي السري: "إن أهل سمرقند قد شكوا إليَّ ظلمًا أصابهم، وتحاملاً من قتيبة عليهم أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي، فأَجْلِسْ لهم القاضي فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم -يعني المسلمين الغزاة- إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن يظهر عليهم قتيبة".
فأجلس سليمانُ جُمَيعَ بن حاضر القاضي، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء، فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوة، فقال أهل الصغد -قوم يسكنون بعض بلاد ما وراء النهر-: بل نرضى بما كان، ولا نجدد حربًا. وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأي: قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم، وأَمَّنُونا وأَمِنَّاهم، فإن حكم لنا عدنا إلى الحرب، ولا ندري لمن يكون الظفر، وإن لم يكن لنا اجتلبنا عداوة في المنازعة. فتركوا الأمر على ما كان، ورضوا ولم ينازعوا.
هل نعرف كل هذا؟
المشكلة في المقام الأول في هذه الشبهات...هي مشكلة معرفة...ليس من أمثال الدكتور..لآني أشك في أنهم لا يعرفون تلك المعلومات البسيطة... ولكنها مشكلة معرفة فينا نحن شباب الاسلام...وخاصة المثقف منه...لأنه لا يعرف تاريخه ولا دينه حق المعرفة فاذا ما قرأ كتابا من أمثال مثقفينا الذين للأسف بدل من أن يكونوا سلاحا (و أخشي أن اتهم هنا بالارهاب ) في يد أمتنا في معركتها الثقافية...كانوا – الا من رحم ربي وهم بحمد الله أيضا جم كثير ينافحون ويدافعون بأساليب علمية وثقافة عميقة – طائرات اف 22 تلقي بقنابل الشبهات وأنصاف الثقافات في عقولنا وقلوبنا.
فحسبنا الله ونعم الوكيل
بقي تساؤل أخير
اذن ما الهدف من الحروب والغزوات التي قامت باسم الاسلام؟
يقول سيد قطب: "لم يكن بد للإسلام أن ينطلق في الأرض لإزالة الواقع المخالف لذلك الإعلان العام ، و بالبيان و بالحركة مجتمعين ، و أن يوجه الضربات للقوى السياسية التي تعبد الناس لغير الله…و التي تحول بينهم و بين الاستماع إلى البيان و اعتناق العقيدة بحرية لا يتعرض لها السلطان…إنه لم يكن من قصد الإسلام قط أن يكره الناس على اعتناق عقيدته ، و لكن الإسلام ليس مجرد عقيدة .
إن الإسلام - كما قلنا - إعلان عام لتحرير الإنسان من العبودية للعباد ، فهو يهدف ابتداءً إلى إزالة الأنظمة و الحكومات التي تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر، و عبودية الإنسان للإنسان، ثم يطلق الأفراد بعد ذلك أحراراً بالفعل في اختيار العقيدة التي يريدونها بمحض اختيارهم بعد رفع الضغط السياسي عنهم ، و بعد البيان المنير لأرواحهم و عقولهم"و إيماناً بهذا المنهج خرج دعاة الإسلام يحملون البيان و يحمونه بسيوفهم و كثيراً ما سبق بيانهم سيوفهم فوصل الإسلام إلى أندنوسيا و نيجيريا و غيرها و لما يصل إليها جيش مسلم .
ان مبدأ الاسلام العام في مشروعية الحرب .. أنها لأهداف نبيلة لزعزعة العروش الظالمة التي تمنع العباد من حر... (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله)
ويقول القرطبي في تفسيره هذه الآية
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) أى لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء ، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بنته أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم فى الأمم ، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات ؛ فكأنه قال: أذن فى القتال ، فليقاتل المؤمنون. ثم قوى هذا الأمر فى القتال بقوله: (ولولا دفع الله الناس) الآية ؛ أى لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق فى كل أمة. فمن استبشع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه ؛ إذ لولا القتال لما بقى الدين الذى يذب عنه. وأيضاً هذه المواضع التى اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أى لولا هذا الدفع لهُدمت فى زمن موسى الكنائس ، وفى زمن عيسى الصوامع والبيع ، وفى زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد. " لهدمت " من هدمت البناء أى نقضته فانهدم.
فان تحققت الحكمة الالهية من الحرب... وطلب العدو السلم ... هل نبغي ونقتل رغبة منا في الغنائم وفي الدنيا؟
يقول الله تعالي
(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)
"
هذه حكمة بالغة من القرآن ، بل هذه معجزة من معجزاته الخالدة ، وهى أدل دليل على أنه لم يشرع الحرب لذاتها
وختاما هذه أقوال بعض المستشرقين المنصفين في مسألة انتشار الاسلام بالسيف وفرضه العقيدة علي الناس
يقول " توماس كارليل " صاحب كتاب " الأبطال وعبادة البطولة " ما معناه :
 " إن اتهامه - أي : سيدنا محمد - بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ، أو يستجيبوا له ، فإذا آمن به من لا يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها " .
ينقل ترتون في كتابه " أهل الذمة في الإسلام " شهادة بطريك " عيشو بابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657هـ:
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسو بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، و يوقرون قديسينا و قسسنا ، و يمدون يد العون إلى كنائسنا و أديرتنا " .

و يقول المؤرخ درايبر في كتابه " النمو الثقافي في أوربا " : 
" إن العرب لم يحملوا معهم إلى أسبانيا لا الأحقاد الطائفية ، و لا الدينية و لا محاكم التفتيش ، و إنما حملوا معهم أنفس شيئين في العالم ، هما أصل عظمة الأمم: السماحة و الفلاحة".

و يقول غوستان لوبون في كتابه حضارة العرب 
: " إن القوة لم تكن عاملاً في نشر القرآن ، و إن العرب تركوا المغلوبين أحراراً في أديانهم…و الحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، و لا ديناُ سمحاً مثل دينهم ".
ويقول أيضا وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام فى عهده صلى الله عليه وسلم وفى عصور الفتوحات من بعده ـ:
" قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة ، ولم ينتشر الإسلام إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها ، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التى قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول ، وبلغ القرآن من الانتشار فى الهند ـ التى لم يكن العرب فيها غير عابرى سبيل ـ ما زاد عدد المسلمين إلى خمسين مليون نفس فيها.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً فى الصين التى لم يفتح العرب أى جزء منها قط ، وسترى فى فصل آخر سرعة الدعوة فيها ، ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليونا فى الوقت الحاضر

و يقول السير توماس أرنولد:
" لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، و استمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، و نستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار و إرادة حرة ، و إن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح "، ويقول مفسر القرآن جورج سيل: " و من قال إن الإسلام شاع بقوة السيف فقط ، فقوله تهمة صرفة ، لأن بلاداً كثيرة ما ذكر فيها اسم السيف، و شاع الإسلام ".
اقرأ كل باقي الردود علي كتاب ( اللاهوت العربي وأصول العنف الديني)

http://ishraq1.blogspot.com/p/blog-page.html


السبت، ٩ أكتوبر ٢٠١٠

الطنطورية



الطنطورية
ان كنت قارئا للروايات ولم تقرأ لرضوي عاشور فقد فاتك الكثير...فاتك الأدب الروائي المحترم
منذ فترة بدأت في قراءة رواية (ظل الأفعي)... ليوسف زيدان ولم أكملها
لست لأني قارئ قصير النفس... فقد قرأت كتبا يبلغ عدد ورقها مئات المرات من تلك الرواية
ولست لأني غير متذوق للأدب.... فقد قرأت تقريبا كل ما أنتج نجيب محفوظ وباكاثير وأنا بعد لم أبلغ الثماني عشر من العمر ولغيرهم كذلك
ولكن لأني أصبت بالغثيان ... غثيان من الجنس والحشيش... والفضاء الفكري في الرواية
لم أجد لها لا هدفا تخدمه ولا مبدأ تدافع عنه وهذا للأسف في غالب أعمال روائيينا الذين ابتلينا بانفصالهم عن تقاليدنا ومشاكلنا واهتماماتنا
جعلت كلامي عن تلك الرواية... مدخلا ل(الطنطورية) عن تلقائية مني وعمد في ذات الوقت.. وذلك لأنها في الجانب الآخر تمااااما
 دخلت مكتبة الشروق لأشتري كتابا أقرأه... وقلت لعل (رضوي عاشور) دكتورة الأدب الانجليزي قد أخرجت لنا تحفة جديدة
وبالفعل ..وجدت الطنطورية... لا أنكر أن ثمنها غاليا بعض الشيء... ترددت قليلا
وبعد تجولي في المكتبة.... كنت قد حسمت أمري وأخذتها... فلن يجد قارئ نهم مثلي... رواية من روائيه المفضل كل يوم ... ولم أندم لحظة بعدها قط أني اشتريتها
ورغم انشغالي الشديد في التدريس والبحث....انتهيت منها في أقل من أسبوع.. أسرتني الرواية أسرا
ولم أقرأ مثلها الا لنجيب كيلاني... وباكاثير.... وثلاثية غرناطة ..وهي لرضوي أيضا.. وأعترف أنها أكثرهم حبكة فنية وابداعا وعمقا اجتماعيا وتاريخيا
وكما دارت ثلاثية غرناطة.. في قلب الأندلس.. ومأساة المسلمين هنالك
دارت الطنطورية .... في قلب فلسطين.... في قلب الطنطورة وصيدا وبيروت والمخيمات... رصدت فترة من تاريخنا المعاصر... لعنت مسئولينا العرب لأنهم تعمدوا ألا يعلموننا حقيقتها في المدارس وأنا اقرأ الرواية
رصدت عقد اليهود النفسية وحقدهم وامراضهم.... رصدت صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وجهاده..بنساءه وأطفاله... بأحلامه المشروعة في الحياة الكريمةبعذاباته المتكررة من اخوانه العرب قبل اليهود
رصدت خيانات الميلشيات المسيحية في لبنان....رصدت حقارتهم وتعذيبهم للفلسطينيين
رصدت كذلك...خيانات الشيعة من حركة أمل... للفلسطينيين في لبنان
تأخذك الرواية أخذا الي شخوصها بأحداثهم اليومية... بتشردهم من مكان لآخر... وتأخذك أخذا الي قلب الأحداث... الي تدمير مخيم هنا... والي مذبحة هنالك
لا تتمالك دمعك حينا... ولا تقدر علي أن تمسك لسانك ليسب ويلعن الخائنين حينا آخر
ليست تلك الخاطرة الشخصية جدا... مقالا يعرض الرواية.... ولكنها تسجيل للاعجاب برواية....تجمع بين المتعة الفنية والافادة
وأخيرا أود أن أختم بأنه مع الاعجاب الشديد بها.. أسجل بعض الاختلاف معها ...
فأنا اتساءل لماذا لم تجد جماعات المقاومة الاسلامية لها مكانا في الرواية؟... رغم أنها كانت ولا زالت لاعبا محوريا قويا وحاضرا علي الساحة الفلسطينية
وما الذي كان سيؤثر علي الرواية ان لم تصور أمهاتنا الفلسطينيات (الختيارات) المجاهدات... علي أنهن مدخنات؟؟

ولكن تظل الروائية... من أكثر الأدباء احتراما واهتماما بواقعنا الحقيقي علي الساحة المصرية

الاثنين، ١٠ مايو ٢٠١٠

الرد علي القول الثاني......الدين الحق واحد وليس ثلاثة





اذا كان المقصود من هذه النقطة أن أصل الديانات واحد وهو (التوحيد الحق) و(عبادة الله الواحد).... وهو (الاسلام بمعناه الواسع كعقيدة)..... فهذا ما نؤمن به نحن المسلمون..... بأن دين الله واحد منذ خلق الله آدم الي يومنا هذا وهذا شيء بدهي جدا... فلا يمكن أن يتعدد الحق.. ولا يمكن أن يكون المرسل واحدا وهو الله سبحانه وتعالي ثم تتناقض رسالاته وتدعو كل واحدة منها الي دين مختلف.
ولكن طرح الدكتور زيدان لا ينطلق من هذا المعني وانما من المعني التالي:
ان الديانات الثلاث بوضعها الحالي (دون الاشارة الي تحريف اليهودية والنصرانية من منطلق رؤية الاسلام لها ودون التفريق بين الدين الحق وبين المذاهب الضالة الباطلة) هي كما يقول (مشتركة في الجوهر)...... قد يتبادر الي ذهن القاريء اذن... أن هذا الجوهر هو التوحيد... لا عزيزي القاريء..سرعان ما ينفي عنك الدكتور هذا الخاطر قائلا:







ما هو المعبر الجوهري اذن في رأيك يا دكتور زيدان ان لم يكن التوحيد؟.... هذا ما تحدث عنه باستفاضة شديدة في الفصل السابع تحت العناوين التالية.... كمشترك جوهري (بديلا عن التوحيد الذي ليس المعبر الجوهري عن وحدة الديانات الثلاث في وهحة نظر الكاتب)... الانابة... الابادة..... الخروج..... وهذا الفصل فيه من الخلط العلمي الكثير جدا... ولكن تكفي الاشارة هنا الي ان الاسلام... ليس فيه انابة ولا ابادة....ولا حتي مصطلح الخروج كما يعبر عنه دكتور زيدان!!

أما ردا علي مصطلح (الديانات السماوية) و (الديانات الابراهيمية) الذي ورد في النقطة الأولي وفضلت الرد عليه في النقطة الثانية لنفي أي مشترك عقائدي بين (الاسلام) .. و (اليهودية  أو النصرانية) الحاليتين بصورتهما المحرفة والتي يذكرها الدكتور في هذه النقطة بقوله في البداية:










 وقد قال الكاتب في النقطة الأولي أن هذا المصطلح ( الديانات السماوية) لم يستخدمه العلماء المتقدمون... معك الحق تماما يا دكتور ولكن ليس لأنهم يرون كما تري أن كل الديانات الوضعية الباطلة هي ديانات سماوية بالضرورة وانما لأن هذا المصطلح ببساطة (غير مقبول) اذا لم يرد علي الأقل معه توضيح أن هذه الديانات السماوية التي نقصدها انما نعني بها الأصل.. الذي نزل علي الأنبياء وليست علي صورتها المحرفة الآن.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في تعقيبه على أحد الكتاب:
"
أما قول الكاتب: ( وإننا نحترم جميع الأديان السماوية ) فهذا حق ، ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه، ما عدا دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فقد حماه الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ حيث قال الله عز وجل 
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وكذب المفترين، وتأويل الجاهلين. فلا يقدم أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده. أما الأديان الأخرى فلم يضمن حفظها سبحانه، بل استحفظ عليها بعض عباده، فلم يستطيعوا حفظها؛ فدخلها من التغيير والتحريف ما الله به عليم. [1]

ويقول الــدكتور أحــمد القــاضي في رسالته " دعوة التقريب بين الأديان " 
"وصـــف تلــك الأديــان ـ سـوى الإسلام ـ بـ "السماوية" باطل؛ لما يحمله من دلالة باطلة من كونها نزلت من السماء. والواقع أنها تحريف لما نزل من السماء "
,وقال:
"
الإسلام يكرم الإنجيل من حيث هو كتاب الله، ويجعل الإيمان به وسائر كتب الله أحد أركان الإيمان الستة. أما الأناجيل المزعومة وأعمال الرسل ورسائل بولس وغيره التي يضمها ما يسمونه "العهد الجديد" فقد دخلها التحريف والكفر والشرك، فليست محل تكريم، بل محل ذم" .
كما يقول الشيخ ( ابن عثيمين) رحمه الله :
قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة"؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلا كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار.[2]

هذه كانت أقوال بعض أهل العلم في قول (الأديان السماوية).
فماذا عن (الديانات الابراهيمية)؟؟
يجيب الدكتور . أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ 21/10/1426هـ


بعض الناس يطلق تسمية "الديانات الإبراهيمية" على النصرانية واليهودية والإسلام، فماذا ترون في جواز هذه التسمية؟
نحن نقرأ في القرآن الكريم: "ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانيا ًولكن كان حنيفاً مسلماً"، وقوله تعالى: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا"
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فمصطلح (الإبراهيمية) مصطلح أطلقه لأول مرة المفكر الفرنسي، (روجيه جارودي) حين دعا في جمادى الآخرة من عام (1407هـ)، (فبراير 1987م)، إلى ما أسماه: (الملتقى الإبراهيمي)، وقال: (لقد عرفت الإيمان الإبراهيمي عن طريق (كيركجارد)، فيلسوف دنمركي، واليوم أقوم بهذه المبادرة بالاشتراك مع أصدقائي اليهود والكاثوليك والبروتستانت، فإنني أتابع المسير بقصد تجميع الإيمان الإبراهيمي).
وأفصح عدد من المتحدثين في الملتقى -وعلى رأسهم جارودي- عن الهدف المبيت، وهو القضاء على الخصوصية المميزة لكل دين، والوصول إلى صيغة مشتركة بين الديانات تحت مسمى (الإبراهيمية)، والسعي إلى تحقيق الوحدة بين الديانات بكل ما تحمله من تنوع وتضاد.
ولا يستريب مسلم أن هذه الدعوة كفرية، أرادت أن تتدرع باسم خليل الرحمن إبراهيم، عليه السلام، الذي برأه الله من أن يكون يهودياً أو نصرانياً، تماماً كما برأه من أن يكون من المشركين، واستهجن انتحال أهل الكتاب لإبراهيم، وادعاء كل طائفة أنه منهم، مع سبقه لهم، فقال: (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده، أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين" [آل عمران: 65-67].
وتأسيساً على ما تقدم، فإنه لا يحل إطلاق هذه التسمية المحدثة، وتسليكها بين المسلمين لما في ذلك من الإحداث، والتلبيس، والاستجابة لاستزلال الزنادقة والملحدين من دعاة وحدة الأديان. وبالله التوفيق 
وهذه فتوى الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عندما سؤل عن وحدة الأديان وكثرت مدعيها :
"
أولا الأديان كثيرة ( لكم دينكم ولي دين ) لكن الدين الذي أنزله الله من السماء واحد لا يتعدد ( إن الدين عند الله الإسلام ) ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون 
( ثم يوضح الدكتور هنا معني الاسلام العام الذي ذكره الدكتور (رغم أنه أساس رؤية المسلمين في هذه القضية)... في الهامش...كأنه تعليق..



اذا كان هذا هو طرح القرآن... فلم لم تنطلق منه يا دكتور وتفصله اذا كنت تعرض رؤية كل دين؟؟.... دعنا نشرح نحن هذا المعني القرآني...
يقول اللشيخ صالح آل الشيخ :
الإسلام العام هو الذي جاء من عند الله الشرائع مختلفة لهذا يبطل شرعا قول من يقول الديانات السماوية فليس ثَمًّ ديانات سماوية إنما الدين الذي من السماء واحد والشرائع هي التي تختلف قال جل وعلا : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) وقال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه معْمَر عن همّام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( الأنبياء أخوة لعلّاة الدين واحد والشرائع شتى ) فإذا من هذا نخلص إلى بطلان قول من قال الديانات السماوية ويوجد ديانات ولكن لا يصح أن يقال أنها سماوية لأن من السماء لم يأت إلا دين واحد وهو دين الإسلام فالنصرانية واليهودية من السماء شرائع لكن الدين هو الإسلام يجوز أن تقول دين النصرانية ودين اليهودية على اعتبار أن المقصود بالدين هنا الشريعة كما قال جل وعلا : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) يعني في شريعة الملك لكن إذا أُضيف إلى السماء فهذا لا يصح ولا يجوز " [3]
اذن عرفنا اعتراض أهل العلم علي المصطلحين (الديانات السماوية ).. (الديانات الابراهيمية)...
فما هو هدف أعداء الاسلام من ابتداع هذه المصطلحات؟
يجيب علي ذلك المطلب الرابع من رسالة (الحوار بين الأديان حقيقته وأنواعه) ل (أبو زيد بن محمد مكي)
لمطلب الرابع : حوار الوحدة بين الأديان .
المسألة الأولى : المراد به :
المراد به : الحوار من أجل الوصول إلى القول بصحة جميع المعتقدات والديانات , وأنها ينبغي أن تكون جنباً إلى جنب , تتزامل في الإيمان , دون أن يتخلى كل دين عن عقائده وشرائعه الخاصة به (43).
المسألة الثانية : أقسامه .
وهذا النوع على قسمين :
القسم الأول : الوحدة الصغرى : وهذا خاص بالأديان التي تعلن انتمائها إلى إبراهيم عليه السلام , وهي الإسلام واليهودية والنصرانية , ولذلك يطلق أصحاب هذا القسم على هذه الأديان : الأديان الإبراهيمية.
وتفرع عن هذا القسم من الحوار الدعوة إلى بناء : مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد , في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة , والدعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد.
والقسم الثاني : الوحدة الكبرى , وهذا شامل لجميع الأديان والملل الوثنية, بل والملحدين, بجامع أن تلكم الوثنيات آثار نبوات سابقة ,وأن الملحدين يؤمنون بالإنسان ,وأن للحياة معنى[3].
هدانا الله للحق والاتباع... ورفع عنا الزيغ والضلال

المصادر
------------
[1]

( مجموع فتاواي الشيخ ابن باز ، 2/183-184)

[2]

( خطبة يوم الجمعة، 15/1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/32)
 [3]
  شريط فضل التوحيد لآل الشيخ