الثلاثاء، ١٠ نوفمبر ٢٠٠٩

انسان


الناس من حيث الاحساس بين نوعين:
نوعا  يمتلك وسائل استشعار شديدة الحساسية ... تلتقط أي اشارة احساس ممن حوله.. ويتأثر بها ويتفهمها ..
.. ونوعا  لا يتمحور الا حول نفسه ويصنع لنفسه محيطا وهميا من الاستقرار النفسي يعزل به مشاعره عن مشاعر من حوله ..بل ويعزل بها نفسه عن مشاعره فلا يتأثر ولا يتفهم الا المقاييس العملية والأفكار العقلية
والناس بين هذا وذاك
أما النوع الأول... فانه وان كان  يتألم كثيرا ... ويراعي مشاعر الناس أكثر من مراعاته لنفسه ... يحزن لحزنهم ...ويقدر احساسهم... ويساعدهم بما يملك من قدرة ... لكن عالمه أرحب...و نفسه أرحم...ونصيبه من الانسانية أكبر... واذا كان قسمته من الحزن واسع فان نصيبه من السعادة أوسع وأوسع بلا شك..لانه وان كان يتألم أكثر من النوع الثاني لآلام الناس الا ان آلامه من نوع راق لا تنحصر في ذاته ولا تتوقع علي مشاكله الخاصة ... واذا كان مهموما لأمر ما فان هذا الهم يقابله سعادة بأفراح الآخرين وحبا لهم وعطاءا بلا حدود  يمسح عنه همه قبل أن يخفف عن الآخرين آلامهم ... ومن هو الانسان ان لم تكن هذه هي الانسانية في أعلي درجاتها