الأحد، ٣٠ مايو ٢٠١٠

الرحمة... دروس وعبر 1


الرحمة... دروس وعبر
-------------
المسلم العاقل لا يدع المواقف تمر هكذا دون أن يدرسها جيدا ويتسخرج منها الفوائد ليتعلم منها والا أصبحت تلك المواقف مجرد وقت ضائع في الحياة... وللأسف لا يحسن الكثير منا استغلال المواقف للتعلم لسبب بسيط جدا وهو أننا تعلمنا في المدارس ألا نتعلم!! أقصد ألا نعتمد علي أنفسنا في التعليم. هذه واحدة.. أما الأخري.. فان الكثيرين يظنون بواقع تصرفاتهم - رغم أن ألسنتهم تقول غير هذا :-
أن معارك الحق وبطولات الصمود هذه قد انتهت من أيام الغزوات والفتوح.. وأن هذا تاريخ مجيد وانتهي.. نذكره بنشوة وافتخار.. ثم... ثم لا شيء. والحق أن الأمر ليس كذلك علي الاطلاق...  
فان التاريخ انما يدرس للعبر ولأنه يعيد نفسه.. ربما تختلف المواقف في الظاهر.. لكن تبقي دائما خيوط خفية يربط بينها...تلك الخطوط هي المبادئ التي تقف خلف هذه المواقف... والفكرة التي تدور حولها.. والهدف منها وأسبابها...وهذه كلها أمور تاريخية
ليس باعتبارها ماض يترحم عليه.. ولكن باعتبارها ممتدة في التاريخ..سنن باقية تتجدد باستمرار.
فان كان الماضي تاريخا يدرس منا الآن... فلابد أن حاضرنا..سيصبح تاريخا للمستقبل..تستخرج منه العبر ويترحم عليه هو الآخر!... ولأننا أحق من أجيال المستقبل بدراسة حاضرنا...كانت هذه الخاطرة
ان ماحدث لقناة الرحمة ..الفضائية الدينية... أمر يجب ألا يمر علينا هكذا... نراه من بعيد بعين المتفرج وكأنه عرض يقوم به غيرنا فهذا دور سلبي..تعلمناه من التليفزيون!...
اذن ماذا نفعل؟.
.. اعتقد أن أهم شيء يقوم به كل فرد منا
أن يعي الموقف جيدا ويتعلم منه فيكتسب أفكارا جديدة ويصحح أفكارا قديمة...لكي يصحح مساره...
ومن هذه الزاوية
حاولت أن أفكر فيما حدث وأحلله ...فخرجت بدروس عجيبة صغتها في النقاط التالية:
[1]
صحة المنهج
العبرة ليست بالشهرة ولا بالبروباجاندا... وانما العبرة أن تعرف الطريق الصحيح... وأن تلتزم المنهج الصواب
وما رأيته وسمعته من تأثر عوام المسلمين كبيرهم وصغيرهم رجالهم وشبابهم.. نسائهم وحتي أطفالهم...يضع علامة كبيرة
علي أن أثر هذه القناة ( وبطريقة أكثر تجريدا... هذا المنهج في الدعوة)... علي الناس كلهم.. أثر عظيم جدا.. جعلت أحد شيوخ القناة يقول (والله لم أكن أدرك أبدا أن للقناة كل هذا الأثر في النفوس(
وهذا أكد لي الدرس الأكبر... أن هذا هو المنهج الصحيح في التغيير .. أن تبدأ باصلاح الناس...بارجاعهم الي الله أن تصلح الأفراد... فاذا صلح الأفراد... حدث التغيير الطبيعي... ودع عنك المجادلات السياسية...ودعاوي التغيير الكاذبة التي تنتشر الآن بشدة.. وكأن أحد الأشخاص سيأتي بالتغيير علي طبق من ذهب هدية لكل الشعب.. ان التغيير لا يأتي الا من الشعب نفسه... من الأفراد 
.
[2]
العمل في صمت بصدق
كثير منا يلعن صباحا مساءا الواقع الذي نعيشه والفساد المستشري وتسلط الحكومات والسرقات والنهب.. وغيرها مما لا يخفي علي القريب والبعيد... ثم اذا سألته ما الحل...ضرب أخماسا في أسداس وانزوت  لهجته الحادة...ثم عاد كما كان
وهو بهذا يفرغ طاقته في لا شيء...ثم هو نفسه لا يفعل شيئا..لماذا؟.. لأنه يفكر في خارج (نطاق تأثيره).. في الأشياء التي لا يستطيع تغييرها... وبالتالي يضيع مجهوده ولا يقوم بما يجب عليه فعله في (دائرة نفوذه)..فيصبح هو نفسه عاملا سلبيا مساعدا علي الفساد!
ولكن ما تعلمته من القناة... أن هناك دوما ما تستطيع فعله...فقط اصدق مع الله.. وافعل ما يجب عليك... ثم يتولي عنك الله ما لا تقدر علي تغييره و(لا يكلف الله نفسا الا وسعها)

[3]
الأخذ بالأسباب
أكثر ما أثار اعجابي في هذه القضية... هي تلك الروح الايجابية العالية جدا..المحلقة في السماء.. التي لم تستلم في عجز وخضوع... لا تترك سببا واحدا تستطيع فعله بعد التوكل الكامل علي الله....فبعد قرار اغلاق تردد القناة...أحسست أن هناك خططا كاملة جاهزة للتنفيذ...
-تردد جديد...
-من قبلها ... تردد علي العرب سات ..
.-توعية بالقضية... ونشرها حتي يحدث الدعم المعنوي اللازم وفضح لمخططات الباطل.....
-اتصال بالمسئولين كلهم .. في أدب واحترام
-كليبات وأناشيد... تنشر منهج القناة.. وأنه منهج الرحمة .. منهج الاسلام...الذي لا يعادي أحدا.. ولا يريد لهذا البلد والعالم كله الا الخير...
-حلقات تستضيف كبار علماء الأزهر... والصحفيين .. ومشاهير الشخصيات...التي عجبت والله كيف اجتمعوا علي هذه القناة باختلاف أفكارهم... ولكنها الفطرة... ولكنه دين الله.!
[4]
المعركة مع الباطل لن تنتهي
هذه الجملة... مبدأ مهم جدا لمن يريد أن يغير.. وأن يصلح...لابد أن تتوقع الهجوم من البداية.. حتي لا تصاب بالاحباط أو يلجأك الهجوم المفاجئ الي التراجع...هناك اسئلة منطقية في ظاهرها... لكن يجب ألا ترددها.. مثل... لماذا يحاربوننا؟؟ أين حرية الرأي؟...لماذا لم يغلقوا قنوات الكليبات والأفلام.؟؟.. هل فعلنا شيئا خطأ حتي ننال هذا العقاب.؟؟ لماذا؟؟
هذه اسئلة..يجب أن تعي جيدا انها ليست من مفردات المنهج... لابد ان تحارب.. ولابد  ان يقف في طريقك الباطل لأنك ببساطة تزلزل وجوده.. تكشف زيفه... وبما أنك تحسن عرض الحق الذي معك....فهذا في حد ذاته هجوم عليه لأن الباطل لا يقوم الا علي الزيف والتضليل... من هنا يجب أن نفهم جيدا.. موقف المنظمة اليهودية الفرنسية... وللاسف موقف الحكومات العربية. 
وان لم تهاجم لابد أن تعرف أن هناك خطأ ما...انت لست علي المنهج.. اذا احتفوا بك ونصروك وساعدوا في دعمك .. اعرف أنك بقصد أو من غير قصد... تنفذ جزءا من أجندتهم ومن أفكارهم
ومن هذا المنطلق... نفهم لماذا يحتفي الغرب.. والمنظمات العالمية...بالصوفية...(لكي ينشروا دين الدروشة(..
 
وب(الدعاةا(لذين يتبنون منهج (التعييم والضباب) في نشر الدين ( لكي ينشروا دينا مفرغا من مضمونه).. 
ولماذا يمنحون درجات الدكتوراة في (التعايش والسلم) (لكي ينشروا ثقافة الخضوع والاستسلام لمعطيات حضارتهم الزائفة ولكي يوهموك أن هدفهم وهدفك واحد وهو أن يعيش العالم في ظل الانسانية والثقافة الواحدة وغيرها من المفردات المعسولة الزائفة التي يرددها للاسف الشديد بعض ممن يسمون أنفسهم  )دعاة الي الله)... في الوقت الذي يخططون هم فيه لقتلك... ويتقلونك بالفعل..في أماكن كثيرة من العالم
ويمنعون التكنولوجيا عنك.. ويمصون دمك!
تعلمت من محنة القناة.. هذا الدرس جيدا... الحق وحده .. الحق الناصع... سيحارب بشدة...لأنه العدو الأوحد
أما كل الزيف والضلال وتلبيس الحق بالباطل.. فهو صديق...لأنه بطريقة أو بأخري... يساعدنا في تحقيق أهدافنا
وللدروس بقية باذن الله تعالي