الجمعة، ٧ مايو ٢٠١٠

لا لاهوت ولا عنف في الاسلام



ردا علي اللاهوت العربي وأصول العنف الديني
--------------------------
قرأت كتاب الدكتور (يوسف زيدان) ... عاملا بنصيحته في أول الكتاب











فقرأته بتركيز شديد وقراءة نقدية عميقة.. اعترف أنها أفادتني الكثير
فوجدت أن هذا الكتاب يحتاج ردا ولا شك.... وقلت لعل بعض علماء المسلمين قد رد عليه لما فيه من الخلط وافتقاد الموضوعية العلمية في الكلام عن الاسلام الكثير
ولكني عندما بحثت الانترنت لم أجد مقالا واحدا فضلا عن كتاب... يرد علي كتاب الدكتور من جانب علماء المسلمين أو حتي مثقفيهم ولكني وجدت شيئين يستحقان التنويه:
أولا: وجدت محاولة رد من أحد المواقع النصرانية فيما جاء في الكتاب عن النصرانية وتاريخها
وطبعا لم يتعرض الكاتب للاسلام... كما أن محاولة الرد هذه لم تتخط نقد النقطة الأولي
ثانيا: وجدت نقلا لبعض ما جاء في الكتاب عن النصرانية واليهودية علي مدونات ومواقع مهاجمة التنصير
وذلك لأن الكتاب ذكر كثيرا من الشواهد التي يرد بها المسلمون ويستشهدون بها علي تحريف الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
وبنسبة كبيرة فان ناقلي هذه الاستشهادات لم يقرأوا الكتاب لسبب بسيط أني وجدت نفس المقال مكرر في أكثر من موقع.... وأن احدا لم ينوه علي ما يحوي الكتاب من مخالفات للدين الاسلامي
لذا وجدت أن علي الرد... أو علي الأقل محاولة الرد فان وفقت في عرض الحق... فذلك من فضل الله... وان قصرت فما هي الا محاولة... لشد الانتباه... لعلها تستتبعها ردود ممن هم أكثر مني علما وخبرة
---------------------------
قبل الرد الموضوعي علي أفكار الكتاب... أحب أن آخذ القاريء الي استعراض سريع للكتاب
لكي يصل الي ما وصلت اليه... من أن أن عنوان الكتاب لايتصل مع مضمونه العام
فعنوان الكتاب
اللاهوت العربي... وأصول العنف الديني
وبالتالي هو يحاول أن يأصل فكرتين أساسيتين
أولهم... مصطلح اللاهوت العربي..... عبر ما أسماه ( الديانات الرسالية الثلاثة) التي قدم البحث فيها بقوله أنها (أي الديانات الثلاثة) واحدة
وايضاح هذه الفكرة... الربط بين علم الكلام في الاسلام... والعقائد المسيحية التي كانت سائدة في الشام والعراق (الهلال الخصيب)... لم يستغرق من الكتاب حتي عشر عدد صفحاته
أما النصف الثاني من العنوان وهو أصول العنف الديني
فورد ما يتصل به في جملتين ثلاثة خلال الكتاب كله... الي أن جاء فقط تفصيله في الفصل الأخير من الكتاب وكأنه ليس الموضوع الأساسي

أما باقي الكتاب
فيحمل الموضوعات التالية في رأيي
·       نقدا للتصورات التوراتية عن الدين
·       سردا لتاريخ الكنيسة ( وهو ما بدا لي أنه أكثر أجزاء الكتاب احكاما وتخصصا)
·       ثم علم الكلام الاسلامي
ثم الربط بين الديانات الثلاثة عن طريق موضوعات مشتركة يقول أنها جوهر الديانة



أما منهجي في الرد علي ما ورد في الكتاب فيمكن اجماله في القواعد التالية
·       سألتزم ترتيب الكتاب في الرد
·       لن أرد الا علي ما يخص الاسلام أما ما يخص اليهودية والنصرانية فلن أتعرض له الا بما يخدم الرد
·       سأحول أن يكون الرد علميا منطقيا وليس فقط بالنصوص
·       سأذكر كلام الدكتور (زيدان) بالنص
اسأل الله أن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

 

الرد علي القول الأول...الدين السماوي واحد بالضرورة









من قال أن مصطلح ديانات سماوية يقصد به... أنها محاولات للارتقاء
أي من قال أن كلمة سماوية هنا... هي صفة لفعل الدين في حياة البشر وهو السمو بالانسان؟؟
أو من قال أن لفظ (سماوي ) كوصف لأي دين انما يصف المعبود (الرب) في هذه الديانة
ونعته بالسمو أي المفارقة للواقع المحسوس كما يقول الدكتور زيدان؟
ان كان الأمر كذلك لزعم أصحاب كل الأديان الوضعية (التي هي من صنع البشر) أنها سماوية ولكن أحدا لم يفعل ذلك كما فعل الدكتور (زيدان) في قوله


ان مصطلح دين سماوي).... بالافراد وليس بالجمع لا ينطبق الا علي الاسلام.. ).
انما نقصد به نحن المسلمون... أنه منزل من عند الله.. وليس من تحريف البشر ولا اختراعهم... وبالتالي هذا الوصف لاينطبق علي أي دين آخر
فهو لا ينطبق علي الديانات (الوثنية)... الوضعية... لكونها باعتراف الباحثين كلهم...من صنع بشر
وكذلك لا ينطبق عندنا نحن المسلمين علي (اليهودية والنصرانية) لما أصابهما من التحريف علي أيدي البشر
وهو ما سيأتي تفصيله في الرد علي النقطة الثانية من مقدمته وهو ان الديانات الثلاث واحدة
ثم ينفي الدكتور صفة الوثنية عن البوذية قائلا أنه رغم احتفاءها بأصنام بوذا الا انها لا تقدسها قداسة عبادة







سبحان الله
الم يقل ذلك وثنيو قريش من قبل ( مانعبدهم الا ليقربونا الي الله زلفي)... أي أن كفار قريش لم يكونوا يعبدون تلك الأصنام
وانما اتخذوها صورا للتقرب الي الله
ومع ذلك قال الله فيهم
(انما تعبدون من دون الله أوثانا(
ثم يزعم أن البوذيون هم أكبر عددا في العالم من المسلمين جميعا



لم يكن ليليق بباحث في مكانة الدكتور زيدان.. أن يطلق الأمور هكذا بغير ذكر المصادر والدليل
يا دكتور زيدان.. ألا تقرأ الاحصائيات والأخبار التي يصدرها العالم كله ( وليس نحن المسلمون))
ان الاسلام هو الديانة الثانية في العالم بحسب موقع نصراني متخصص  (والموقع موجود في الصورة)
بينما تأتي البوذية في المركز السادس كما بالمخطط التالي















كما أنه بحسب احصائيات الفاتيكان نفسه... فانه بالنظر الي المسيحية كطوائف وليس كدين واحد ( وهذا هو الصواب) فان عدد المسلمين هو الأكبر في العالم حسب تصريح الفاتيكان متخطيا الكاثوليك للمرة الأولي عام2006 ...  
فحسب التصريحات المعلنة...قال المونسنيور فيتوريو فورمينتي معد كتاب الإحصائيات 

السنوي الخاص بالفاتيكان لعام 2008، الذي صدر حديثا، لصحيفة الفاتيكان 


(لوزرفاتوري رومانو): "للمرة الأولى في التاريخ لم نعد في القمة.. المسلمون تجاوزونا
... فهل تقول أن عدد البوذيين يتخطي المسلمين والكاثوليك؟
من مباديء البحث العلمي الدقة في النقل... وعدم ارسال تعميمات من مثل هذه.. والدكتور زيدان ولا شك يدري ذلك... 
لكن وياللعجب كثيرا من كلامه عن الاسلام في كتابه (رغم قلة نسبته بالنسبة لحجم الكتاب)....يفتقد للموضوعية العلمية.