الأربعاء، ١٠ فبراير ٢٠١٠

كله بثمنه

كله بثمنه
-----
اذا دخلت مكانا جديدا.. أو سافرت الي دولة جديدة... أنصحك أن يكون أول شيء تقوم بفعله هو أن تعرف قواعد هذا المكان
او تلك الدولة
لماذا؟
لأنك اذا خالفت هذه القواعد وان كان علي جهل منك.. فان أكبر الخاسرين سيكون أنت
كلام منطقي وبدهي لا أظنك تختلف معي فيه
الان
لماذا نخالف هذا المنطق البسيط في حياتنا؟
تقطب جبينك وتسألني كيف
أرد عليك
أنت في هذه الحياة جديد... في هذا الكون مستحدث.. لم تعش القرون الماضية.. اليس كذلك؟
كلنا ذاك الرجل
ومع ذلك معظمنا يجهل قوانين وقواعد هذا الكون وهذه الحياة
معظمنا يجهل أن هناك ( سنن وقوانين كونية واجتماعية ثابتة
).... وبالتالي يترتب علي جهلنا هذا الكثير من المصائب التي نعاني منها
ونسقط في الحيرة والتردد ونظن أننا لم نقم بخطأ ما... لأننا لم نعرف القاعدة التي خالفناها
ان لله قواعد وسنن لا تتغير... لايمكن أن تختل
هذه القواعد والسنن ليست فقط في دوران الكواكب والنجوم.. ولا في البحار والمحيطات
انها فينا... في تصرفاتنا... في نجاحاتنا واخفاقاتنا.. في سعادتنا وحزننا.
والخطأ الأكبر يقع حين لا نفهم هذه السنن .. فنقع.. ولا ندري ما السبب
من هذه السنن الكونية عنوان هذا الموضوع ( كله بثمنه)... ذلك المثل الشعبي الدارج الذي يعكس حقيقة واقعة كثيرا ما أرددها
وهي (أن كل نجاح لابد أن يتضمن تضحيات... ومستوي النجاح علي قدر التضحيات التي دفعتها في الطريق اليه)
واذا قلنا أن (قمة النجاح) هي أن تحيا وفق ما أراد الله لك في هذه الحياة.. وأن تكون الانسان الذي تريد
تعالوا نستقرأ هذه المعادلة البسيطة من القرآن الكريم
يقول الله تعالي
(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟).. استفهاام استنكااري..
هل ممكن أن تتصور أن (تنجح في امتحان) بمجرد أن تقول أني (ذاكرت)؟؟
سؤال غريب.. ولكن للاسف بعضنا يتعامل بنفس المنطق مع الله في الحياة
يظن أن الحياة التي يريد أن يحياها.. سيعيش سعيدا منعما بها بمجرد أن يقول أنه سيعيشها
ولا يدرك أن الأمر صعب وشااق ومليء بالأشواك.. والعقبات.. والمحبطين والمخالفين..
يتطلب قتالا ونضالا مع نفسك أولا وأخيرا..  ومع كل الظروف فيما بين ذلك
انظر مرة أخري الي الاية
(أحسب).. انت فاااكر اييه؟؟
لو كان النجاح سهلا والطريق الي الله والي الحياة الطيبة في ( فلنحيينه حياة طيبة)...مفروشا بالورود.. لكان كل الناس
نابهين متفوقين.. وائمة مهتدين
(أن يتركوا)...
تأكد أنك لن تترك ومبدأك.. تطبقه كما تريد.. لابد من عقبات..اذا رأيتها علي حقيقتها ستجدها (اختبارت وابتلاءات) .. يختبرك الله بها..
ويبتلي صدقك في ادعاءك ( أن يقولوا آمنا) يقولوا يارب تبنا.. يارب سنعيش حياة الصالحين... لن نكون كبقية البشر..
نحن مختلفون... نريد الحياة الطيبة الناجحة
كل هذا سهل ورائع ولكن..
( وهم لا يفتنون)... هنا تظهر الحقيقة.. لتري نفسك... يختبرك الله يضع في طريقك الامتحان..
هذه سنة وقانون عاام ينطبق عليك وعلي كل من حولك.. من جاء بعدك علي نفس الطريق.. ومن سيأتي
( ولقد فتنا الذين من قبلهم)
ربما لا تراااه ان كنت غافلا..
وهنا لابد ستقع.. لأنك ستأخذ علي غفلتك
وربما  اذا كنت متيقظا.. تري الامتحان..  تراه من الأرضية التي تقف عليها.. وهي (محاولاتك الصادقة)
وحينها يظهر الصادق والمدعي.. يظهر من يأخذ خطوات علي الطريق.. ومن سيرتد علي عقبيه راجعا الي نقطة الصفر
 واقعا في مصيدة الاختبارات
(فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
هؤلاء الكاذبين هم من لا يرون هذه الاختبارت ولا يرون هذه السنة.. بل يظنون أن الأمر سهل.. وأنهم قاموا بما عليهم ولكن الظروف
أجبرتهم...ولا تكن أبدا الانسان الذي يتعلل بالظروف.. فهولاء الفاشلين.. لم يحققوا المعادلة..وظنوا أن السنة ستتغير معهم
هل تظن أن القاعدة ستتغير معك.. وأنك ستنجح بغير اختبار ولا فتن ولا ابتلاءات من كل من حولك
خذ هذه القاعدة
( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا)...لا لن تسبق الله.. ولن تتغير القاعدة..
 ستبتلي في مبدأك وفي قناعاتك ليختبر الله صدقك
فاما أن تنجح واما أن تفشل
----------
اذن تبنهنا الي القاعدة
ولكن الأمور صارت صعبة... والطريق غير ممهدة... والثبات علي القيم والمبادئ والقناعات صار شاقا بعد أن كنت أظنه سهلا
لقد أحبطني.. وربما يجعل ذلك الضعيف يرجع من الطريق في البداية
بعض الحق معك.. ولكن لقد اتفقت معي أن من يسير في الطريق لابد أن يعرف القاعدة
فاذا عرفت القاعدة فلك الحق كاملا.. أما ان ترجع ولا تكمل طريق النجاح..( والله غني عن العالمين)
 واما ان تكمل وانت علي بصيرة من الأمر.. ومعك ذخيرة من الارادة والاستعانة بالله.. بعدما عرفت ما سيواجهك من صعاب
وحينها ستناضل من أجلك (أنت)... وستجاهد لكي تحيا وفق قناعاتك ومبادئك وكما يريد الله (صانعك أنت)
وحينها لن يتركك الله وحدك.. فأبشر
كل تعبك ونضالك.. لن يضيع سدي
سيجازيك الله به
وسيساعدك.. طالما لم تكسر القاعدة
وانت مستبشر خيرا رغم الصعاب ورغم مخالفتك طريق الناس السهلة المريحة..مستبشر خيرا وترجو الله وثوابه والنجاح
 ( من كان يرجو لقاء الله)
ترجو لقاء النجاح في الطريق.. ترجو لقاء الراحة النفسية... والسعادة الداخلية.. وترجو الجنة.. جنة الدنيا والاخرة
وتدفع الثمن
لا تقلق
(فان أجل الله لآت)
لا تقلق
فهو يرااك ويري جهادك وثباتك ونضالك.. يري اصرارك
يري معاناتك الداخلية مع مخالفتك من حولك..
ويعلم صبرك عن الفتن وعلي معوقات الطريق وعلي الخطوات
(وهو السميع العليم)
واعلم أنك اذا قررت الرجوع أو خالفت القاعدة فانك أول الخاسرين..فأنت تناضل من أجل نفسك ومن أجل سعادتك في الدنيا والاخرة
صدقني.. لن يخسر من مخالفتك سواك.. حقيقة..كل انسان يحصد ما تجني يداه.. ولن يعاني أحد من فشلك أنت.. قدر معاناتك
كما أنه لن يستفيد من نجاحك أحد قدر استفادتك ( فلا تزر وازرة وزر أخري) و ( من جاهد فانما يجاهد لنفسه
 )
----------
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿3﴾ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿4﴾ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿5﴾ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
﴿6
العنكبوت