الاثنين، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٠

البقعة المباركة[1]0


بعد رحلة طويلة استمرت ما يزيد علي سبع ساعات - من الرابعة والنصف من أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة في قلب الجيزة الي الثانية عشرة أمام جبل موسي (عليه السلام) في أقصي جنوب سيناء - لم أستطع أن أنام خلالها ولا دقيقة ولا أن اقرأ الا أربع صفحات فقط...وصلنا والحمد لله
الآن نبدأ بالتجهز لصعود الجبل... يقول منظم الرحلة (كريم) أن أمامنا حوالي أربع ساعات لكي نصل الي قمة الجبل علي الفجر... ياا مسهل
الان سنذهب الي الفندق لمن يريد ان يدخل الحمام... ااه ياريت والله...الفندق لا يبعد سوي خمس دقائق من سفح الجبل بالأتوبيس
ذهبنا الي الفندق.. واجهته لا تشي أبدا بكونه " خمس نجوم" كما أخبرنا...قلت لأصحابي... قال أحدهم...الفندق الوحيد في المكان لو قال أنه سبع وثلاثين نجمة من حقه
في البهو الرئيسي بار للخمور والمشروبات...ذكرت نفسي.. أنا هنا من الأساس لأتعلم ثقافة الاختلاف ...هذا شيء متوقع جدا لأنه يستضيف الأجانب زوار المكان...ثم تذكرت المعلومة التي عرفتها مسبقا...لكي تصبح فندق خمس نجوم لابد أن تتبع معايير معينة من ضمنها أنك تقدم الخمور
ذهبت للحمام... انتظرت ثلاث أو أربع دقائق أمامه لأن عددنا كان كبيرا.. ثم دخلت يااحلاوة ..فندق خمس نجوم والحمام من غير شطافة.. أية نظافة تلك؟... لم أقض اربي من المكان وقلت أتوضأ فقط وأمري لله حتي أصلي الفجر أعلي الجبل.. من المؤكد أنه ليس ثمة ماء فوق.
سألني أحد رفاق الرحلة كان بانتظار دوره..
-هل هناك شطافة في الحمام؟؟...
-قلت لا...
أعطني المعلومة الثانية...
-أكيد..حتي يصبح فندق خمس نجوم يفترض أن يكون الحمام من غير شطافة...
- بجد؟
- ايوه بجد لأن الأجانب لا يستخدمونها
- سبحان الله... وأية نجوم تلك من غير نظافة.. اذا كانوا هم كذلك.. هل تصبح عدم نظافتهم معيارا للجودة!!
دخل هو.. وتوضأت أنا ثم ذهبت الي الأتوبيس مرة أخري... ارتديت (الجاكيت الثقيل)... وأخرجت (الكشاف)..في انتظار المغامرة
طلب مننا أن نقف صفين بانتظار الدليل الذي سيرشدنا خلال الصعود والذي يبدو أن بدو المكان كانوا علي عراك حوله..والسبب كما تناهي الي سمعنا...أننا مصريون...طبعا كل واحد منهم ينتظر دوره أن يصعد مع وفد أجنبي ولا يخفي عليكم السبب
أخيرا استقروا علي الدليل...
يقول (كريم)
سالم معاكم ياشباب في الجبل... لا تضيئوا الكشافات في وجه الجمال...أضئنا كشافاتنا لنري سالم...الذي أصبح وجهه كتلة مضيئة
فضحك كريم... ولا في وجه سالم
اذا ضل أحدكم طريقه فلينادي باعلي صوته بكلمة السر.. وكلمة السر هي.. جزر.. ضحكوا جميعا...يبدو أنها كانت كلمة معروفة في فيلم
من الأفلام.. هكذا فهمت
من المفترض أن تصلوا علي الفجر... تستريحوا قليلا حتي شروق الشمس.. ثم تشاهدوا الشروق من أعلي الجبل...وتبدأوا في الهبوط
حتي تصلوا الي الدير قبل الحادية عشرة...
وبدأنا الصعود

السبت، ١٣ نوفمبر ٢٠١٠

أصدقاء اليوتوبيا


 اليوم...قابلت أصدقاء الكلية...مضي أكثر من عام علي رؤيتهم...مازالت وجوههم كما هي..فيها الطيبة والحب والعشرة....
رؤيتهم أحدثت ذلك الاحساس الذي تشعر به حين تري أشخاصا تشعر انهم يمثلونك... يمثلون فترة من عمرك اشتركتم فيها معا
ذلك الاحساس الذي يتألف من حنينك للماضي...وتعبك من الحاضر...وحبك لذكرياتك معهم
في تلك الفترة التي ابتعدنا فيها اصدقائي الاعزاء...قابلت أشخاصا كثيرين جدا... ذوي خلفيات واراء وثقافات متعددة ومختلفة الي حد الغرابة... وتعلمت كيف أتقبلهم واتعامل معهم بل ونتحاور أيضا.... ولكن ما لم أتعلمه بعيدا عنكم وعن تلك الفترة في كليتنا العزيزة (اليوتوبيا بالنسبة للعالم الخارجي) أن أشعر نحوهم بمثل ما شعرت به نحوكم من تقارب وود وحب
فعلا
أنا سعيد أني عرفت أشخاصا مثلكم ولازلت اعتز بذلك

الثلاثاء، ٢ نوفمبر ٢٠١٠

قصص قصيرة جدا 3


قصص قصيرة جدا 3
===============
في الصالة الكبيرة جلس فاتحا أمامه أوراق المحاضرات والمرجع والامتحانات فجأة بدت له من قريب....وكأنها خرجت من عالم غير العالم اقتربت وسلمت بتحيتها الحيية.....ثم انصرفت
 كل مرة يراها يظن أنه حلم....ثم يسلم انه القدر

******************
-      ضغطت علي رقمه لا شعوريا
-      رد في الجهة الأخري
-      لا مجيب...
-      ساوره بعض القلق
-      أما هي....فلم تستطع أن تكمل أكثر من ذلك....فاكتفت بالصمت
******************
لا تدري كيف جاءها في الحلم في ذلك اليوم....ظنته أضغاث أحلام كعادتها.. أو شيئا خرج من عقلها الباطن لينفث عن نفسه.... ثم جاءتها الرسالة.....فأدركت أنه كان اكثر من مجرد حلم