السبت، ١٢ نوفمبر ٢٠١١

لست اخوانيا....ولكن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أكن ابدا عضوا في جماعة الاخوان المسلمين... -هذه جملة مهمة جدا في البداية-...
...
ولكن قدر لي....أن أتعامل معهم عن قرب وأن أعمل معهم بعض الوقت وأن أشارك في الكثير من أنشطتهم

ورغم اتجاهي السلفي - ان كان لابد من المسميات - الا انني و -شهادة لله - تعلمت من الفترة التي قضيتها مع الاخوان ... الكثير جداا

فان كنت تعلمت من النشأة السلفية...تقدير العلم الشرعي... من عقيدة وفقه وحديث..ومعاني الاخلاص والمراقبة....وحفظ القران

فقد تعلمت مع الاخوان.... معني الحياة المتكاملة للاسلام

معني أن تلعب الكرة....وأنت غير منفصل بمشاعرك عن الدين...

معني أن تذهب لزيارة أخ في الله... أو أن تلبي دعوة للافطار الجماعي مع اخوة في الله


وان كنت تعلمت من النشأة السلفية...قدر ذكر الله وأهميته

فقد تعلمت مع الاخوان....تحويل هذا الذكر الي واقع...

أن أشارك في مقرأة للقرآن أو أن أنشأها... أن نجتمع لنصلي ركعتين لله معا... ونسمع حديثا بسيطا يذكرنا...ثم ندعو الله معا بالخير


وان كنت حفظت القران في نشأتي السلفية

فقد تعلمت من الاخوان .. كيف أكون صاحب أثر بما أعرف

كيف أدير حلقة لتحفيظ الأطفال.... وكيف أحببهم في القران...وكيف أقص عليهم قصة


وان كنت قد ذقت مع الاخوة السلفيين حلاوة الجلوس في المسجد

فقد تمتعت مع الاخوان بحلاوة الانطلاق في رحلة والجلوس في حديقة أو علي الشاطيء أو في القناطر...في حلقة مع اخوة كرام...


وان كنت قد تعلمت من النشأة السلفية....هجرة كثير من السلوكيات الخاطئة الطامة في المجتمع

فقد تعلمت من الاخوان كيف أسعي لتغييرها.....كيف أدعو الناس للمشاركة بفاعلية في الانتخابات آملا في التغيير

كيف أذهب وأدلي بصوتي...محتسبا ذلك عند الله

لقد تعلمت من الاخوان معني المشاركة السياسية في أيام كانت السياسة لا يعرفها غيرهم أو الحزب الوطني بفروعه (أقصد أحزابه الكرتونية) المختلفة



حقا.......

ان كلا من الاخوان والسلفيين يتمتعون بميزات رائعة...كل يأخذ جانبا من الصورة الكلية للمسلم.....

فلتكن القاعدة بيننا....اخوتي وأحبتي هي تلك القولة الشهيرة

"
فلنتعاون فيما اتفقنا عليه - وهو كثير جدا والحمد لله - وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه - مالم نصب حراما"

وليكن الله من وراء القصد

مسافات

ابقاء قدر ما من المسافة بين اثنين..هو أمر ربما يكون ضروريا وربما يكون في غاية الضرر!
يرجع ذلك الي طبيعة العلاقة بين الاثنين.....
فان كانت العلاقة سطحية..فابقاء هذا القدر من المسافة النفسية والفكرية هو أمر مقدور ومفضل في ذات الوقت..لأنه يقي كثيرا من المشاكل... فذلك القدر المشترك من المسافة ملئ بالأشواك اذا حاولا الاقتراب منه..ربما تنافرا وتباعدا
ويقل ذلك القدر كلما كانت العلاقة أقرب...فان كانا صديقين مثلا...كانت تلك المسافة أقل...وكانت الأشواك فيها أقل..وان كانا زوجين..وجبت ان تكون المسافة أقل وأقل ومحاولة الاقتراب أكثر
والدخول في تلك المسافة (التي تشبه حدود الدول)...في أي علاقة..أيا كانت...يجلب الألم والمشاكل..ولكن..
ان كانت العلاقة أهم من ذلك الثمن المدفوع من الألم وكانت أقوي منه...توجب علي الاثنين قطع شوطا كبيرا داخلها..واقتلاع اشواكها..
وربما زرعا فيها وردا وأزهارا وحولاها لجنة يتفيأا ظلالها هروبا من أشواك الآخرين.
ولكن ذلك يحتاج صبرا ووضوحا ورغبة أكيدة في تخطي تلك المسافة وتحمل الام تلك الأشواك
المشكلة الكبيرة..أننا كثيرا ما نهرب من تلك المسافة محاولين تجنبها قدر الامكان في علاقاتنا..غير مفرقين بين نوعية علاقاتنا..فذلك وان كان يقينا كثيرا من أشواك المشاكل
الا أنه يحرمنا كذلك حميمية العلاقة..ومن جنات كنا سنجني ثمارها آخرا ان ثابرنا وصبرنا..المهم أن ندرك من هم الذين يجب أن نبقي ذلك القدر من المسافة بيننا وبينهم حتي تظل علاقاتنا معهم علي ما يرام...ومن هم الذين يجب أن نتخطي تلك المسافة معهم جاعلين اياها جنة في علاقاتنا..جنة من جنات الدنيا!
أخيرا هناك نقطتان مهمتان
الأولي...ان عامل الوقت (الفعال) مهم جدا فعلا..وأقصد بالوقت الفعال ...الوقت الذي يحدث فيه احتكاك مباشر بتلك المسافة ومحاولة اقتحامها...
والنقطة الثانية ....أن هذا القدر من المسافة لا يتلاشي أبدا فتصبح صفرا...انما ي...ظل هناك قدر من المسافة ولو ضئيلة جدا في أي علاقة مهما كانت قريبة
ولكنها كما قلت قد تكون أشواكا وقد تكون أزهارا..ولكنها دوما تظل هنالك