الخميس، ٢٩ يوليو ٢٠١٠

هل يجعلنا جوجل أغبياء؟


هل يجعلنا جوجل أغبياء؟                                        
ماذا يفعل الانترنت في عقولنا؟
مقال (نيكولاس كار).....ترجمة ( اشرقة روح)
توقف ياديف...توقف....يتوسل السوبر كمبيوتر (هال) الي رائد الفضاء العنيد (ديف)في ذلك المشهد المثير من فيلم (ملحمة الفضاء) ولكن ديف يواصل في هدوء وبرود شديدين قطع دوائر الذاكرة المتحكمة في العقل الاصطناعي لهال فيصرخ هال أنا خائف ديف...أنا أفقد عقلي... يمكنني الشعور بذلك
شاهد المشهد علي اليوتيوب
-------------------------
يمكنني الشعور بذلك أيضا... في السنوات القليلة الماضية..تولد لدي شعور غير مريح بأن هناك شخصا ما أو شيئا ما يحاول تعديل الطريقة التي يعمل بها عقلي... ولعله للأسوء. يعيد توجيه خلاياي العصبية.. يعيد برمجة ذاكرتي ..لا أقول أني أفقد عقلي كما قال (هال)في المشهد المثير... ولكني أستطيع القول.. أن عقلي يتغير وأنني لم أعد أفكر بنفس الطريقة التي كنت أفكر بها...
ويتجلي ذلك بشدة عندما اقرأ ، فيما مضي كنت أستطيع أن أغمر نفسي في كتاب أو مقالة طويلة بسهولة...أعيش مع الأحداث...ويأسرني السياق فأقضي الساعات مع الكلمات المنثورة... أما الآن... لم يعد الأمر كذلك علي الاطلاق... أفقد تركيزي  بعد صفحتين أو ثلاثة..وأتململ فأفقد السياق..وأبحث عن شيء آخر أحاول أن أعيد ذهني الشارد الي النص فأكتشف أن القراءة العميقة التي اعتدت عليها بسهولة قد صارت صعبة المنال.
أعتقد أني أعرف السبب...لعقد مضي  من السنوات..قضيت  - وما زلت-  الساعات الطوال أبحث .. استطلع..وربما أضيف... لقاعدة البيانات الضخمة علي الانترنت... بدت الانترنت هدية ربانية لكاتب مثلي..فالبحث الذي كان يستغرق الأيام في أرفف المكتبات يتم الآن في عدة دقائق بعض البحث علي (جوجل) وبعض الضغطات علي الروابط وأحصل علي ما أريد
حتي عندما لا أريد العمل...أتجول في غابات المعلومات.. أكتب الرسائل أطوف في عناوين الأخبار والمدونات.. أو حتي أشاهد الفيديوهات أو أسمع الصوتيات أتنقل من رابط لآخر فالروابط ليست كالاشارة الي مصادر أخري في أسفل صفحات كتاب تقرأوه...انها تاخذك أخذا الي تلك المصادر
بالنسبة لي وللاخرين.. يمثل الانترنت وسطا عالميا...قناة تتدفق المعلومات من خلالها الي عيني وأذني وعقلي ولاشك أن فوائد امتلاك طريق مباشر الي مثل ذلك الكنز الهائل من المعلومات هي فوائد جمة ...أكثر الكل من ذكرها وهي كما قال (كليف تومسون) " ان ذاكرة السيليكون من الممكن أن تكون نعمة عظيمة للتفكير"
لكن للاسف هذه النعمة ليست مجانية ولكل شيء ثمنه ويشير  المفكر الاعلامي (مارشال ماكلوان) الي أن وسائل الاعلام ليست فقط مجرد وسائل حيادية لنقل الأفكار بل انها وسيلة للتأثير علي أفكار الآخرين وتشكيل اتجاهاتهم وهذا ما يبدو أن الانترنت يفعله... فكأنه يبحر بعيدا بقدرتي علي التركيز والتأمل
عقلي الآن يتوقع الحصول علي المعلومة بالطريقة التي ينشرها الانترنت... دفعات سريعة من الجزئيات لقد كنت قديما مثل الغواص في بحر الكلمات.. الآن أنا امر علي السطحيات  بسرعة  الطائرة النفاثة .
ولست الوحيد الذي يمر بتلك المشكلة...فعندما اشتكيت للعديد من أصدقائي الكتاب...قالوا انهم يعانون من نفس القضية وكلما زاد استخدامهم للانترنت كلما كان صعبا عليهم التركيز في الكتابة لمدة طويلة وبعض المدونين الذين اتابعهم بدأوا يظهرون نفس الظاهرة بل وبعضهم اعترف باقلاعه الكامل عن قراءة الكتب قائلا: لقد كنت شعلة في الدراسة ومعروفا بأنني قاريء نهم للكتب ماذا حدث؟... ثم يقول...ان كل ما اقرأوه هو فقط علي الانترنت وليس السبب الأوحد هو ان طريقتي في القراءة تغيرت فصرت أبحث عن الراحة بل لأن الطريقة التي أفكر بها في حد ذاتها قد تغيرت
وقال آخر:الآن فقدت تماما القدرة علي قراءة وفهم المقالات الطويلة سواء علي الانترنت أو حتي المطبوعة ويقول عالم (باثولوجي) شهير في جامعة متشيجن.. لقد أصبحت اقرأ بطريقة متقطعة... كلمة من هنا وكلمة من هناك..لم تعد لدي القدرة مثلا علي قراءة كتاب (الحرب والسلام)..حتي قراءة تدوينة مكونة من أكثر من ثلاث أو أربع فقرات لم يعد أمرا ممكنا..فقط اتصفحها
بالطبع تلك الشهادات الفردية وحدها لا يمكن أن تكون دليلا علي شئ ونحن في انتظار الدراسات العصبية والنفسية المطولة لكي نكون صورة محددة عن أثر استخدام الانترنت علي المعرفة



تقول عالمة النفس (ماريين وولف) مؤلف (قصة وعلم عقل القراءة)
 نحن لسنا فقط ما نقرأ...نحن كيفما نقرأ" وتري" أن نمط قراءة الانترنت الذي يضع الكفاءة والسرعة فوق كل شيء ربما   يضعف قدرتنا علي القراءة العميقة والتي برزت بشدة بفضل اختراع الطباعة
تقول حينما نقرأ علي الانترنت نبدو وكأننا فقط نفك رموز المعلومات.. قدرتنا علي تفسير النص لكي نصنع تلك الروابط العقلية الغنية الناتجة من القراءة العميقة من غير ازعاج تبدو وكأنها ضعفت
تقول وولف
ان القراءة ليست مهارة غريزية في الانسان..فهي ليست محفورة في جيناتنا كالكلام لذا يجب علينا أن نعلم عقولنا كيف نترجم رموز الحروف التي تراها أعيننا الي اللغة التي نفهمها والوسيلة التي نستخدمها في تعلم وممارسة القراءة تلعب دورا هاما في تشكيل خلايانا العصبية داخل المخ
التجارب تشير الي أن قراء الحروف الرمزية مثل الصينيون تتكون لديهم خلايا عقلية للقراءة مختلفة تماما عن تلك التي تكونت في عقول قراء اللغات ذات الحروف الأبجدية...الاختلافات تمتد في العديد من مناطق المخ وتشمل تلك التي تتحكم في الوظائف المعرفية الهامة مثل الذاكرة وخلاايا ترجمة المؤثرات الصوتية والمرئية
يمكننا أن توقع بالمثل أن الخلايا التي نسجها استخدامنا الانترنت ستكون مختلفة عن تلك التي نسجتها قراءة الكتب وسائر الوسائل المطبوعة
في 1882 فريدريتش نيتزيتش اشتري آلة كاتبة جديدة  في البداية كان تتابع عينيه علي الحروف يسبب له كثير من الألم والصداع ولكن بعد ذلك تعودت أصابعه علي الآلة.. فأصبح باستطاعته الكتابة وهو مغلق العينين  ولكن المشكلة ليست هنا... فقد لاحظ أحد أصدقائه أن أسلوبه في الكتابة قد تغير وأصبح أكثر اقتضابا فيما يشبه البرقية..فكتب اليه قائلا.. ربما تأخذك هذه الآلة الي لغة جديدة... لقد كان يعتقد أن صياغة الأفكار في اللغة تعتمد علي مدي جودة الورقة والقلم
رد عليه فريدريتش
انت محق...الوسيلة التي نستخدمها في الكتابة تلعب دورا في تشكيل أفكارنا
يقول الباحث الألماني في الاعلام.. فريدرتيش كيتلر
أسلوب نيتزتش تغير من الخطاب والمناقشة الي الأقوال المأثورة.. من الأساليب الأدبية كالتورية والاستعارة الي أسلوب كتابة البرقيات
ان المخ البشري مرن للغاية...يعتقد كثير من الناس أن شبكتنا العقلية المكونة من أكثر من 100 بليون عصبونا داخل جمجتنا تثبت مع بلوغنا سن الرشد لكن العلماء اكشتفوا خطأ ذلك الاعتقاد
يقول جيمس اولدز.. أستاذ علم الأعصاب ومدير معهد كراسنو للدراسات المتطورة في جامعة جورج ماسون
حتي عقل البالغين هو أيضا مرن للغاية... لديه القدرة علي اعادة برمجة نفسه وتعديل الطريقة التي يفكر بها
باستخدامنا لما أسماه عالم النفس دانيال بيل (تكنولوجيات الذكاء)..الادوات التي توسع مداركنا العقلية وليس قدراتنا الجسمية
فنحن حتما نتأثر بتلك الأدوات مثلا الساعة الميكانيكية في القرن الرابع عشر هي مثال شديد الوضوح علي تلك الفكرة
 المؤرخ والناقد لويس موفورد..في كتابه (الوسائل والحضارة)... يصف كيف أن هذه الساعة حولت الوقت من الأحداث البشرية الي عالم منفصل تماما من الدقائق والثوان الرياضية المقاسة وبالتالي فوسيلة قياس الوقت أصبحت هي المرجع الأساسي للأحداث والفكر وكأننا نتصرف ونفكر بمنطق الساعة لاشك ان هذا مفيد في النظام ولكنها كذلك أثرت سلبيا في أشياء أخري


عملية تعديل تلك التكنولوجيات العقلية في أفكارنا تتضح في انعكاساتها علي تغيير حتي الاستعارات التي نعبر بها عن نفسنا
مثلا في عصر الساعات الذي تكلمنا عنه... حين تصف عقل الانسان المنضبط ماذا كنا نقول؟؟.. انه (مثل الساعة)
الآن.. في عصر البرمجيات .. تغيرت تلك الاستعارة الي أنه ...(مثل الحاسب)
وتلك التعديلات لا تتوقف فقط - كما يخبرنا علماء الأعصاب - علي الاستعارات الكلامية ولكنها تمتد الي ما هو أعمق من ذلك
وبسبب مرونة عقولنا فان تلك التعديلات تحدث أيضا علي المستوي البيولوجي الانترنت علي وجه الخصوص لها آثار بعيدة المدي علي ادراكنا في ورقة علمية نشرت عام 1936 أثبت الرياضي البريطاني.. الآن تيرينج... أن الحاسب الرقمي.. والذي كان في ذلك الوقت مجرد الة نظرية علي الورق فقط... يمكن ببرمجته القيام بوظيفة أي جهاز يستخدم في معالجة البيانات
وهذا مانراه الآن... الانترنت ذلك النظام الصعب قياس قوته...يجمع في شبكته معظم أدواتنا الحديثة
لقد صار الخريطة والساعة... الصحيفة والآلة الكاتبة.. الآلة الحاسبة والتليفون... بل وصار الراديو والتليفزيون كذلك حينما تنضم احدي أدواتنا الي الشبكة العنكبوتية... تولد من جديد...فيبث فيها الانترنت الروابط والاعلانات ويحيطها بمعظم الأدوات الأخري الموجودة أيضا علي الشبكة  فحينما تأتيك رسالة بريدية جديدة علي سبيل المثال...فربما يأتيك تنبيه وأنت تتجول في آخر عناوين الخبار علي موقع صحيفتك المفضلة وبالتالي فانها تقطع تركيزك وتشتت انتباهك في الصحيفة لتذهب الي بريدك الالكتروني
وتأثير الانترنت كذلك لا ينتهي عند شاشة الكمبيوتر الصغيرة.... فمع تغيير فكر الناس لمفهوم الاعلام صار لزاما علي وسائل الاعلام التقليدية أن تعدل من أساليبها لكي تواءم متطلبات المستخدمين الجديدة فنجد أن قنوات التليفزيون صار لها شريط اعلامي متحرك واعلانات سريعة...مثل مواقع الانترنت بالضبط
وكذلك الجرائد أصبحت تقدم المقالات القصيرة... وحتي ان طال المقال لابد له من ملخص سريع وكأنه كبسولة للقاريء
وصارت تملأ صفحاتها بقصاصات المعلومات السريعة
حينما قررت نيويورك تايمز في مارس 2008 تخصيص صفحتين من الجريدة للمقالات الملخصة أوضح المدير التصميمي لها أن تلك الملخصات سوف تعطي القاريء المتعجل فكرة سريعة عن اخبار اليوم دون الحاجة الي تصفح الجريدة كاملة وقراءة المقالات الطويلة لا يوجد أي نظام للاتصالات لعب نفس الدور الذي تلعبه الانترنت في حياتنا الان...وقليل مما كتب عن الانترنت حتي الان أخذ في الاعتبار فكرة كيف تساهم الانترنت في برمجة عقولنا...ان أخلاقيات الانترنت الذهنية لا تزال غامضة حتي الان
في عصر الصناعة.. ابتكر تيلور نظاما للعمل الدقيق ولتحسين الكفاءة يقوم علي تقسيم العمل الي مهام صغيرة وتوزيعه بطريقة معينة علي العمال الذين يقومون بالعمل أيضا بطريقة محددة مسبقا... ورغم ان هذا النظام ساعد في رفع انتاجية المصانع ولكنه حول العمال الي ماكينات تعمل علي الماكينات
فكرة تيلور في عصر الصناعة هي فكرة جوجل في عصر المعلومات
يقول المدير التنفيذي لجوجل .. ايريك شميدت..ان جوجل شركة قامت علي علم القياسات وانها تجاهد من أجل أن تمنهج كل شيء..فاعتمادا علي الاف القياسات التي تجري يوميا - طبقا لتقرير هارفارد 

تعدل جوجل من الخوارزميات اتلي تستخدمها للتحكم في كيفية حصول المستخدمين علي البيانات وبالتالي فان مافعله تيلور في عمل اليد في عصر الصناعة.. تفعله جوجل في عمل العقل في عصر المعلومات ان الشركة التي أعلنت أن هدفها هو... تنظيم معلومات العالم وجعلها متاحة ومفيدة لكل البشر
والتي تسعي لتطوير محرك البحث الكامل الذي يفهم تحديدا ما تعنيه وبالتالي يعطيك بالضبط ما تريد في وجهة نظر (جوجل).. المعلومة ما هي الا سلعة.. مصدر نفع يمكن أن يدرس ويحلل بكفاءة
وبالتالي فكلما زادت المعلومات المتاحة لنا وكلما استطعنا تحليل جوهرها أسرع... كلما كان انتاجنا الفكري أكبر اذن متي النهاية؟... الشابان الموهوبان سيرجي برين ولاري بيج...مؤسسا جوجل خلال دراستهما للدكتوراة في جامعة ستنافورد... يعلنان باستمرار عن رغبتهما في تحويل محرك البحث الشهير الي الذكاء الاصطناعي مثل السوبر كمبيوتر (هال) ..يمكنه الاتصال المباشر مع عقولنا...ذكي مثلنا أو حتي أذكي منا.. كما يقول بيج
فبالنسبة لنا العمل في البحث هو طريق للعمل في الذكاء الاصطناعي...يقول برين في مقابلة مع النيوزويك فبالتأكيد لو أنك تملك كل معلومات العالم متصلة بمخك مباشرة.. أو بمخ اصطناعي أذكي منك.. سيكون الأمر أفضل حالا مثل هذا الطموح شيء طبيعي بل ويبعث علي الاعجاب.. بالنسبة لاثنين من الفلتات الرياضية تحت أيديهم كمية خمة من السيولة وجيشا صغيرا من علماء الحاسب
مفاجئة علمية طريفة هي ان جوجل في الأساس كان نتيجة رغبة في استخدام التكنولوجيا وكما يقول شميدت... كان لحل مشكلة لم يكن لها حل من قبل ( يقصد تراكم المعلومات وصعوبة الوصول اليها من غير محرك بحث)
والذكاء الاصطناعي هو أصعب مشكلة تنكولوجية حتي الآن... لماذا يسعي برين وبيج لأن يكونا أول من يخلقها؟
حتي الآن يظل افتراضهم أننا سنكون أفضل حالا لو أضفنا لعقولنا - أو حتي استبدلناها - عقلا اصطناعيا .. هو افتراض وهمي لأنه قائم علي الاعتقاد بأن الذكاء هو ناتج عمليات ميكانيكية.. سلسلة من الخطوات المنفصلة التي يمكن عزلها وقياس كل منها علي حدة ومن ثم تحسين أدائها
في عالم جوجل.. ذلك العالم الذي ندخله حينما نتصل بالانترنت.. هناك مساحة ضئيلة من التأمل والغموض.. فالغموض في ذلك العالم ليس فرصة للتفكر والتأمل وانما هو عيب يجب اصلاحه والعقل البشري ليس سوي جهاز حاسوب عفا عليه الزمن يحتاج لمعالج بيانات أسرع وذاكرة تخزين أكبر
ففكرة أن عقولنا يجب أن تعمل بسرعة أكبر في معالجة البيانات ليست فقط معتقدا في عالم الانترنت ولكنها كذلك راسخة في عالم (البيزنس) والأعمال
فكلما تصفحنا الانترنت أسرع كلما ضغطنا أكثر علي الروابط وشاهدنا صفحات أكثر..كلما كانت فرصة جوجل وغيرها من الشركات العملاقة أكبر في جمع المعلومات عنا وعرض اعلانات أكثر لنا
فمعظم أصحاب التجارات عبر الانترنت لديهم ذاكرة لتخزين فتات المعلومات التي نتركها ورائنا في سعينا من رابط لآخر وكلما زاد ذلك الفتات كلما كان أفضل لهم بالطبع
وبالتالي فاخر شيء يريدونه هو تشجيع القراءة المتمهلة أو المتعمقة والتفكير المركز.. انما الذي في صالح أرباحهم هو دفعنا نحو مزيد من التشتت
ربما أكون قلقا شيئا ما.. ولكن بما أنه هناك من يسبح بحمد التكنولجيا الحديثة لابد أن يكون كذلك علي الجهة الأخري من يتوقع
الأسوء من كل أداة جديدة
لذا نعم... قد تكون كل تلك الشكوك هي في حد ذاتها محلا للشك... وربما يكون اولئك الذين يرفضون نقد الانترنت ويصفوننا بالرجعية والتخلف عل حق وربما - وبالافراط في التفاؤل- تكون الانترنت وكم البيانات الهائل بداية عصر ذهبي للاكتشافات وربيعا لمزيد من الحكمة والفهم
ولكن مرة أخري.. الشبكة العنكبوتية ليست الأبجدية.. وبالرغم من أنها ربما تحل محل المعلومة المطبوعة بشتي صورها.. فانها تقدم شيئا مختلفا تماما 







فالقراءة المتعمقة كما تقول ماريان وولف...لا يمكن فصلها عن التفكير العميق
وبالتالي لو فقدنا تلك المساحات من التأمل أو حتي ملأناها بالقصاصات السريعة من صفحة هنا أو هناك علي الانترنت
سنكون قد ضحينا بأمر هام للغاية ليس فقط لنا.. ولكن لثقافتنا كذلك
انني مأثور بذلك المشهد المثير.. والذي جعله مؤثرا للغاية هو رد فعل الحاسوب العاطفي علي تفكيك دوائره بدا كأنه طفل يتوسل لعالم الفضاء... يمكنني الشعور بذلك... اني خائف ان تدفق مشاعر (هال) في ذلك المشهد.. هي علي النقيض تماما من الحالة اللاشعورية التي بدا عليها عالم الفضاء وهو يقوم بعمله بدا وكأنه انسانا اليا ينفذ التعليمات بلا شعور ولا احساس
في عالم 2001 يبدو البشر شديدي الشبه بالماكينات... والشخصية الانسانية صارت مبرمجة
هذا هو جوهر نبوءة كوبريك السوداوية: اذا صرنا نعتمد علي الحاسبات في فهم العالم من حولنا فان ذكاءنا نفسه هو الذي سوف يتحول الي ذكاء اصطناعي

Is Google making us stupid?

Is Google Making Us Stupid?

What the Internet is doing to our brains

 

 

By Nicholas Carr

Illustration by Guy Billout

See Arabic Translation ( with some edits in the text) by اشراقة روح
















"Dave, stop. Stop, will you? Stop, Dave. Will you stop, Dave?” So the supercomputer HAL pleads with the implacable astronaut Dave Bowman in a famous and weirdly poignant scene toward the end of Stanley Kubrick’s 2001: A Space Odyssey. Bowman, having nearly been sent to a deep-space death by the malfunctioning machine, is calmly, coldly disconnecting the memory circuits that control its artificial “ brain. “Dave, my mind is going,” HAL says, forlornly. “I can feel it. I can feel it.”
I can feel it, too. Over the past few years I’ve had an uncomfortable sense that someone, or something, has been tinkering with my brain, remapping the neural circuitry, reprogramming the memory. My mind isn’t going—so far as I can tell—but it’s changing. I’m not thinking the way I used to think. I can feel it most strongly when I’m reading. Immersing myself in a book or a lengthy article used to be easy. My mind would get caught up in the narrative or the turns of the argument, and I’d spend hours strolling through long stretches of prose. That’s rarely the case anymore. Now my concentration often starts to drift after two or three pages. I get fidgety, lose the thread, begin looking for something else to do. I feel as if I’m always dragging my wayward brain back to the text. The deep reading that used to come naturally has become a struggle.
I think I know what’s going on. For more than a decade now, I’ve been spending a lot of time online, searching and surfing and sometimes adding to the great databases of the Internet. The Web has been a godsend to me as a writer. Research that once required days in the stacks or periodical rooms of libraries can now be done in minutes. A few Google searches, some quick clicks on hyperlinks, and I’ve got the telltale fact or pithy quote I was after. Even when I’m not working, I’m as likely as not to be foraging in the Web’s info-thickets’reading and writing e-mails, scanning headlines and blog posts, watching videos and listening to podcasts, or just tripping from link to link to link. (Unlike footnotes, to which they’re sometimes likened, hyperlinks don’t merely point to related works; they propel you toward them.)
For me, as for others, the Net is becoming a universal medium, the conduit for most of the information that flows through my eyes and ears and into my mind. The advantages of having immediate access to such an incredibly rich store of information are many, and they’ve been widely described and duly applauded. “The perfect recall of silicon memory,” Wired’s Clive Thompson has written, “can be an enormous boon to thinking.” But that boon comes at a price. As the media theorist Marshall McLuhan pointed out in the 1960s, media are not just passive channels of information. They supply the stuff of thought, but they also shape the process of thought. And what the Net seems to be doing is chipping away my capacity for concentration and contemplation. My mind now expects to take in information the way the Net distributes it: in a swiftly moving stream of particles. Once I was a scuba diver in the sea of words. Now I zip along the surface like a guy on a Jet Ski.
I’m not the only one. When I mention my troubles with reading to friends and acquaintances—literary types, most of them—many say they’re having similar experiences. The more they use the Web, the more they have to fight to stay focused on long pieces of writing. Some of the bloggers I follow have also begun mentioning the phenomenon. Scott Karp, who writes a blog about online media, recently confessed that he has stopped reading books altogether. “I was a lit major in college, and used to be [a] voracious book reader,” he wrote. “What happened?” He speculates on the answer: “What if I do all my reading on the web not so much because the way I read has changed, i.e. I’m just seeking convenience, but because the way I THINK has changed?”
Bruce Friedman, who blogs regularly about the use of computers in medicine, also has described how the Internet has altered his mental habits. “I now have almost totally lost the ability to read and absorb a longish article on the web or in print,” he wrote earlier this year. A pathologist who has long been on the faculty of the University of Michigan Medical School, Friedman elaborated on his comment in a telephone conversation with me. His thinking, he said, has taken on a “staccato” quality, reflecting the way he quickly scans short passages of text from many sources online. “I can’t read War and Peace  anymore,” he admitted. “I’ve lost the ability to do that. Even a blog post of more than three or four paragraphs is too much to absorb. I skim it.”
Anecdotes alone don’t prove much. And we still await the long-term neurological and psychological experiments that will provide a definitive picture of how Internet use affects cognition. But a recently published study of online research habits , conducted by scholars from University College London, suggests that we may well be in the midst of a sea change in the way we read and think. As part of the five-year research program, the scholars examined computer logs documenting the behavior of visitors to two popular research sites, one operated by the British Library and one by a U.K. educational consortium, that provide access to journal articles, e-books, and other sources of written information. They found that people using the sites exhibited “a form of skimming activity,” hopping from one source to another and rarely returning to any source they’d already visited. They typically read no more than one or two pages of an article or book before they would “bounce” out to another site. Sometimes they’d save a long article, but there’s no evidence that they ever went back and actually read it. The authors of the study report:
It is clear that users are not reading online in the traditional sense; indeed there are signs that new forms of “reading” are emerging as users “power browse” horizontally through titles, contents pages and abstracts going for quick wins. It almost seems that they go online to avoid reading in the traditional sense.
Thanks to the ubiquity of text on the Internet, not to mention the popularity of text-messaging on cell phones, we may well be reading more today than we did in the 1970s or 1980s, when television was our medium of choice. But it’s a different kind of reading, and behind it lies a different kind of thinking—perhaps even a new sense of the self. “We are not only what we read,” says Maryanne Wolf, a developmental psychologist at Tufts University and the author of Proust and the Squid: The Story and Science of the Reading Brain. “We are how we read.” Wolf worries that the style of reading promoted by the Net, a style that puts “efficiency” and “immediacy” above all else, may be weakening our capacity for the kind of deep reading that emerged when an earlier technology, the printing press, made long and complex works of prose commonplace. When we read online, she says, we tend to become “mere decoders of information.” Our ability to interpret text, to make the rich mental connections that form when we read deeply and without distraction, remains largely disengaged.
Reading, explains Wolf, is not an instinctive skill for human beings. It’s not etched into our genes the way speech is. We have to teach our minds how to translate the symbolic characters we see into the language we understand. And the media or other technologies we use in learning and practicing the craft of reading play an important part in shaping the neural circuits inside our brains. Experiments demonstrate that readers of ideograms, such as the Chinese, develop a mental circuitry for reading that is very different from the circuitry found in those of us whose written language employs an alphabet. The variations extend across many regions of the brain, including those that govern such essential cognitive functions as memory and the interpretation of visual and auditory stimuli. We can expect as well that the circuits woven by our use of the Net will be different from those woven by our reading of books and other printed works.
Sometime in 1882, Friedrich Nietzsche bought a typewriter—a Malling-Hansen Writing Ball, to be precise. His vision was failing, and keeping his eyes focused on a page had become exhausting and painful, often bringing on crushing headaches. He had been forced to curtail his writing, and he feared that he would soon have to give it up. The typewriter rescued him, at least for a time. Once he had mastered touch-typing, he was able to write with his eyes closed, using only the tips of his fingers. Words could once again flow from his mind to the page.
But the machine had a subtler effect on his work. One of Nietzsche’s friends, a composer, noticed a change in the style of his writing. His already terse prose had become even tighter, more telegraphic. “Perhaps you will through this instrument even take to a new idiom,” the friend wrote in a letter, noting that, in his own work, his “‘thoughts’ in music and language often depend on the quality of pen and paper.”
Also see:

Living With a Computer (July 1982)
"The process works this way. When I sit down to write a letter or start the first draft of an article, I simply type on the keyboard and the words appear on the screen..." By James Fallows

“You are right,” Nietzsche replied, “our writing equipment takes part in the forming of our thoughts.” Under the sway of the machine, writes the German media scholar Friedrich A. Kittler , Nietzsche’s prose “changed from arguments to aphorisms, from thoughts to puns, from rhetoric to telegram style.”
The human brain is almost infinitely malleable. People used to think that our mental meshwork, the dense connections formed among the 100 billion or so neurons inside our skulls, was largely fixed by the time we reached adulthood. But brain researchers have discovered that that’s not the case. James Olds, a professor of neuroscience who directs the Krasnow Institute for Advanced Study at George Mason University, says that even the adult mind “is very plastic.” Nerve cells routinely break old connections and form new ones. “The brain,” according to Olds, “has the ability to reprogram itself on the fly, altering the way it functions.”
As we use what the sociologist Daniel Bell has called our “intellectual technologies”—the tools that extend our mental rather than our physical capacities—we inevitably begin to take on the qualities of those technologies. The mechanical clock, which came into common use in the 14th century, provides a compelling example. In Technics and Civilization, the historian and cultural critic Lewis Mumford  described how the clock “disassociated time from human events and helped create the belief in an independent world of mathematically measurable sequences.” The “abstract framework of divided time” became “the point of reference for both action and thought.”
The clock’s methodical ticking helped bring into being the scientific mind and the scientific man. But it also took something away. As the late MIT computer scientist Joseph Weizenbaum  observed in his 1976 book, Computer Power and Human Reason: From Judgment to Calculation, the conception of the world that emerged from the widespread use of timekeeping instruments “remains an impoverished version of the older one, for it rests on a rejection of those direct experiences that formed the basis for, and indeed constituted, the old reality.” In deciding when to eat, to work, to sleep, to rise, we stopped listening to our senses and started obeying the clock.
The process of adapting to new intellectual technologies is reflected in the changing metaphors we use to explain ourselves to ourselves. When the mechanical clock arrived, people began thinking of their brains as operating “like clockwork.” Today, in the age of software, we have come to think of them as operating “like computers.” But the changes, neuroscience tells us, go much deeper than metaphor. Thanks to our brain’s plasticity, the adaptation occurs also at a biological level.
The Internet promises to have particularly far-reaching effects on cognition. In a paper published in 1936, the British mathematician Alan Turing  proved that a digital computer, which at the time existed only as a theoretical machine, could be programmed to perform the function of any other information-processing device. And that’s what we’re seeing today. The Internet, an immeasurably powerful computing system, is subsuming most of our other intellectual technologies. It’s becoming our map and our clock, our printing press and our typewriter, our calculator and our telephone, and our radio and TV.
When the Net absorbs a medium, that medium is re-created in the Net’s image. It injects the medium’s content with hyperlinks, blinking ads, and other digital gewgaws, and it surrounds the content with the content of all the other media it has absorbed. A new e-mail message, for instance, may announce its arrival as we’re glancing over the latest headlines at a newspaper’s site. The result is to scatter our attention and diffuse our concentration.
The Net’s influence doesn’t end at the edges of a computer screen, either. As people’s minds become attuned to the crazy quilt of Internet media, traditional media have to adapt to the audience’s new expectations. Television programs add text crawls and pop-up ads, and magazines and newspapers shorten their articles, introduce capsule summaries, and crowd their pages with easy-to-browse info-snippets. When, in March of this year, TheNew York Times decided to devote the second and third pages of every edition to article abstracts , its design director, Tom Bodkin, explained that the “shortcuts” would give harried readers a quick “taste” of the day’s news, sparing them the “less efficient” method of actually turning the pages and reading the articles. Old media have little choice but to play by the new-media rules.
Never has a communications system played so many roles in our lives—or exerted such broad influence over our thoughts—as the Internet does today. Yet, for all that’s been written about the Net, there’s been little consideration of how, exactly, it’s reprogramming us. The Net’s intellectual ethic remains obscure.
About the same time that Nietzsche started using his typewriter, an earnest young man named Frederick Winslow Taylor  carried a stopwatch into the Midvale Steel plant in Philadelphia and began a historic series of experiments aimed at improving the efficiency of the plant’s machinists. With the approval of Midvale’s owners, he recruited a group of factory hands, set them to work on various metalworking machines, and recorded and timed their every movement as well as the operations of the machines. By breaking down every job into a sequence of small, discrete steps and then testing different ways of performing each one, Taylor created a set of precise instructions—an “algorithm,” we might say today—for how each worker should work. Midvale’s employees grumbled about the strict new regime, claiming that it turned them into little more than automatons, but the factory’s productivity soared.
More than a hundred years after the invention of the steam engine, the Industrial Revolution had at last found its philosophy and its philosopher. Taylor’s tight industrial choreography—his “system,” as he liked to call it—was embraced by manufacturers throughout the country and, in time, around the world. Seeking maximum speed, maximum efficiency, and maximum output, factory owners used time-and-motion studies to organize their work and configure the jobs of their workers. The goal, as Taylor defined it in his celebrated 1911 treatise, The Principles of Scientific Management, was to identify and adopt, for every job, the “one best method” of work and thereby to effect “the gradual substitution of science for rule of thumb throughout the mechanic arts.” Once his system was applied to all acts of manual labor, Taylor assured his followers, it would bring about a restructuring not only of industry but of society, creating a utopia of perfect efficiency. “In the past the man has been first,” he declared; “in the future the system must be first.”
Taylor’s system is still very much with us; it remains the ethic of industrial manufacturing. And now, thanks to the growing power that computer engineers and software coders wield over our intellectual lives, Taylor’s ethic is beginning to govern the realm of the mind as well. The Internet is a machine designed for the efficient and automated collection, transmission, and manipulation of information, and its legions of programmers are intent on finding the “one best method”—the perfect algorithm—to carry out every mental movement of what we’ve come to describe as “knowledge work.”
Google’s headquarters, in Mountain View, California—the Googleplex—is the Internet’s high church, and the religion practiced inside its walls is Taylorism. Google, says its chief executive, Eric Schmidt, is “a company that’s founded around the science of measurement,” and it is striving to “systematize everything” it does. Drawing on the terabytes of behavioral data it collects through its search engine and other sites, it carries out thousands of experiments a day, according to the Harvard Business Review, and it uses the results to refine the algorithms that increasingly control how people find information and extract meaning from it. What Taylor did for the work of the hand, Google is doing for the work of the mind.
The company has declared that its mission is “to organize the world’s information and make it universally accessible and useful.” It seeks to develop “the perfect search engine,” which it defines as something that “understands exactly what you mean and gives you back exactly what you want.” In Google’s view, information is a kind of commodity, a utilitarian resource that can be mined and processed with industrial efficiency. The more pieces of information we can “access” and the faster we can extract their gist, the more productive we become as thinkers.
Where does it end? Sergey Brin and Larry Page, the gifted young men who founded Google while pursuing doctoral degrees in computer science at Stanford, speak frequently of their desire to turn their search engine into an artificial intelligence, a HAL-like machine that might be connected directly to our brains. “The ultimate search engine is something as smart as people—or smarter,” Page said in a speech a few years back. “For us, working on search is a way to work on artificial intelligence.” In a 2004 interview with Newsweek, Brin said, “Certainly if you had all the world’s information directly attached to your brain, or an artificial brain that was smarter than your brain, you’d be better off.” Last year, Page told a convention of scientists that Google is “really trying to build artificial intelligence and to do it on a large scale.”
Such an ambition is a natural one, even an admirable one, for a pair of math whizzes with vast quantities of cash at their disposal and a small army of computer scientists in their employ. A fundamentally scientific enterprise, Google is motivated by a desire to use technology, in Eric Schmidt’s words, “to solve problems that have never been solved before,” and artificial intelligence is the hardest problem out there. Why wouldn’t Brin and Page want to be the ones to crack it?
Still, their easy assumption that we’d all “be better off” if our brains were supplemented, or even replaced, by an artificial intelligence is unsettling. It suggests a belief that intelligence is the output of a mechanical process, a series of discrete steps that can be isolated, measured, and optimized. In Google’s world, the world we enter when we go online, there’s little place for the fuzziness of contemplation. Ambiguity is not an opening for insight but a bug to be fixed. The human brain is just an outdated computer that needs a faster processor and a bigger hard drive.
The idea that our minds should operate as high-speed data-processing machines is not only built into the workings of the Internet, it is the network’s reigning business model as well. The faster we surf across the Web—the more links we click and pages we view—the more opportunities Google and other companies gain to collect information about us and to feed us advertisements. Most of the proprietors of the commercial Internet have a financial stake in collecting the crumbs of data we leave behind as we flit from link to link—the more crumbs, the better. The last thing these companies want is to encourage leisurely reading or slow, concentrated thought. It’s in their economic interest to drive us to distraction.
Maybe I’m just a worrywart. Just as there’s a tendency to glorify technological progress, there’s a countertendency to expect the worst of every new tool or machine. In Plato’s Phaedrus, Socrates bemoaned the development of writing. He feared that, as people came to rely on the written word as a substitute for the knowledge they used to carry inside their heads, they would, in the words of one of the dialogue’s characters, “cease to exercise their memory and become forgetful.” And because they would be able to “receive a quantity of information without proper instruction,” they would “be thought very knowledgeable when they are for the most part quite ignorant.” They would be “filled with the conceit of wisdom instead of real wisdom.” Socrates wasn’t wrong—the new technology did often have the effects he feared—but he was shortsighted. He couldn’t foresee the many ways that writing and reading would serve to spread information, spur fresh ideas, and expand human knowledge (if not wisdom).
The arrival of Gutenberg’s printing press, in the 15th century, set off another round of teeth gnashing. The Italian humanist Hieronimo Squarciafico worried that the easy availability of books would lead to intellectual laziness, making men “less studious” and weakening their minds. Others argued that cheaply printed books and broadsheets would undermine religious authority, demean the work of scholars and scribes, and spread sedition and debauchery. As New York University professor Clay Shirky notes, “Most of the arguments made against the printing press were correct, even prescient.” But, again, the doomsayers were unable to imagine the myriad blessings that the printed word would deliver.
So, yes, you should be skeptical of my skepticism. Perhaps those who dismiss critics of the Internet as Luddites or nostalgists will be proved correct, and from our hyperactive, data-stoked minds will spring a golden age of intellectual discovery and universal wisdom. Then again, the Net isn’t the alphabet, and although it may replace the printing press, it produces something altogether different. The kind of deep reading that a sequence of printed pages promotes is valuable not just for the knowledge we acquire from the author’s words but for the intellectual vibrations those words set off within our own minds. In the quiet spaces opened up by the sustained, undistracted reading of a book, or by any other act of contemplation, for that matter, we make our own associations, draw our own inferences and analogies, foster our own ideas. Deep reading, as Maryanne Wolf argues, is indistinguishable from deep thinking.
If we lose those quiet spaces, or fill them up with “content,” we will sacrifice something important not only in our selves but in our culture. In a recent essay, the playwright Richard Foreman  eloquently described what’s at stake:
I come from a tradition of Western culture, in which the ideal (my ideal) was the complex, dense and “cathedral-like” structure of the highly educated and articulate personality—a man or woman who carried inside themselves a personally constructed and unique version of the entire heritage of the West. [But now] I see within us all (myself included) the replacement of complex inner density with a new kind of self—evolving under the pressure of information overload and the technology of the “instantly available.”
As we are drained of our “inner repertory of dense cultural inheritance,” Foreman concluded, we risk turning into “‘pancake people’—spread wide and thin as we connect with that vast network of information accessed by the mere touch of a button.”
I’m haunted by that scene in 2001. What makes it so poignant, and so weird, is the computer’s emotional response to the disassembly of its mind: its despair as one circuit after another goes dark, its childlike pleading with the astronaut—“I can feel it. I can feel it. I’m afraid”—and its final reversion to what can only be called a state of innocence. HAL’s outpouring of feeling contrasts with the emotionlessness that characterizes the human figures in the film, who go about their business with an almost robotic efficiency. Their thoughts and actions feel scripted, as if they’re following the steps of an algorithm. In the world of 2001, people have become so machinelike that the most human character turns out to be a machine. That’s the essence of Kubrick’s dark prophecy: as we come to rely on computers to mediate our understanding of the world, it is our own intelligence that flattens into artificial intelligence.