الاثنين، ٧ مارس ٢٠١١

عودة الي أحضان الماضي


الزمان والمكان :
قبل أن أنزل مباشرة من ميكروباص الجامعة....أمام المسلة الشامخة
الحالة :
 واضعا في أذني سماعة الام بي ثري...استمع لسورة الأحزاب..للشاطري
الحدث:
وجدته أمامي...عجوز طاعن في السن جاوز الثمانين متكئا علي عصا...
لم أصدق نفسي...نزلت ثم دققت فيه النظر...انه هو
خلعت السماعة من أذني....
أستاذ محمد سليمان....ازي حضرتك؟؟...مش ممكن والله
عجبي أشد العجب...ليس أني رأيته....لكن..انه عرفني...عرفني بعد أكثر من ثلاثة عشرة سنة فعلت في شكلي وهيئتي ما فعلت
رد علي...ازيك ياابني...ازيك يامحمد....عامل ايه؟...
ملت عليه واحتضنته وقبلته
مازال يذكرني....قال لي...عرفت انك دخلت هندسة..في سنة كام؟...
قلت له لقد تخرجت...وأنا الان معيد في الجامعة
قال لي والفرحة والفخر يملآنه....لينا الشرف والله....واحتضنني وقبل رأسي...أخذتني المفاجأة...فتسمرت ولم أمنعه
عاد بي الي نفسي...الي الابتدائي....الي ذلك الطفل...الذي يحبه ويفتخر به مدرسه ودائما يرفع من شأنه
لا ريب ان له دورا كبيرا جدا في تكويني النفسي...
الي ذلك الطفل...الواقف في اذاعة المدرسة  يتسلم شهادة تقدير من امانة الحزب الوطني الديموقراطي لتفوقه الدراسي بامضاء يوسف والي ( واهو غار في داهية والحمد لله :d  
تسلم فيما بعد الكثير من الشهادات..ولكن الأولي دائما لها مذاق خاص
وهذا المدرس الذي أصر أن يبروزها  ويسلمها له بنفسه...
عاد بي الي ذلك المدرس..ذي النزعة الصوفية الذي يواظب علي حضور الحضرة والشخصية القوية الحنونة في ذات الوقت....
وذلك الطفل الذي علي صغر سنه...كان يواظب علي دروس المسجد السني...وحفظ القران...فسمع كثيرا من العلم وان لم يعيه كله آنذاك....فكان يري في هذا المدرس ...الشخصية التي يحذره منها شيخه... والأفعال الشركية التي تنهي عنها الدروس التي يسمعها
الااااان
لما رأي ذلك الطفل...هذا الاستااذ
رأي فيه الحنية والأبوة...
رأي فيه الاهتمام والرعاية....
الحب الخالص...
الماضي الجميل
اللهم اني اشهدك...وأني ذلك الطفل الصغير...أن لكثير من الناس علي فضل عظيم....فاغفر لهم ويسر لهم..وأعنهم.. وارحمهم امواتا وأحياءا كما صنعوا من ذلك الطفل الصغير ذلك الانسان الذي تخط يداه هذا الكلام