السبت، ٣ ديسمبر ٢٠١١

سرادق عزاء

دلف الي الشارع...نظر في الورقة التي بين يديه...ثم عن يمينه وشماله...أوقف أحد المارة..
شارع الجامع؟
نعم..هو
متشكرين
رأي الأضواء من بعيد...تقدم اليها..محاولا تصنع الحزن علي وجهه....يقف الناس صفين..عن يمين وشمال...سلم عليهم واحدا واحدا....وقف في الصف اليمين...بجوار أصدقائه وأقاربه....سمع من بجواره يتحدثون خفية...
كان رجلا محترما
ياراجل صلي علي النبي..أنت ماتعرفش حاجة...انت اللي محترم...ربنا يرحمه بقي
ليه كده؟ انت تعرف حاجة ولا ايه؟ البقاء لله وكلنا لها....ماقولتيليش...تقصد ايه؟
كان متغطرسا...لايحترم أحدا...ولا يهمه الا نفسه....ياللا...الميت ماتجوزش عليه الا الرحمة
لا ياراجل ماتقولش كده....هو صحيح كان أناني ومستغل....لكن كان محترم برده...ربنا يغفرله ..
نظر اليهم في غضب شديد....أحزنه بشدة مايقولونه عنه.....ااااه يا أوباش يارمم...
لاحظ أحدهم نظرته الحادة اليه...فسأله..ولا انت ايه رأيك يا أستاذ؟
اااه اااه....ياللا بقي...كلنا لها...أيام وبنقضيها...ونقابل رب كريم
كتم غيظه في نفسه...حتي انتفخت اوداجه...صرف ذهنه عنهم الي التركيز علي من يدخلون العزاء...كثير من الأصدقاء والأقارب والزملاء....نظر نظرة الي الشارع
رآها من بعيد....لم يصدق نفسه....بجوارها رجل يحمل طقلة صغيرة...هل هي من أري؟...حملق فيها....انها هي ...قلبه لا يخطئها وان مات ألف مرة....رآاها تنتحب لما اقتربت...ولم تتمالك نفسها فأجهشت بالبكاء...لم يصدق ما يري
صعدت الي سرادق النساء...ثم جاء الرجل وسلم علي الصف...فلما وصل اليه...سلم عليه بكلتا يديه...هم ليسأله
انا لله وأنا اليه راجعون..شد حيلك
........ الشدة علي الله...ربنا يكرمك
لم يفلت يده من بين يديه...نظر اليه الرجل باستغراب...فأفلتهما
ثم غاب وعيه عن العزاء...كيف عرفت بموته؟...هل كانت تتابع أخباره؟....وأتت اليه بنفسها؟....من هذا الذي معها؟...من المؤكد أنه زوجها...والبنت ابنتها...تشبهها كثيرا....انصرف بنظره الي داخل السرادق...نظر الي البنت الجالسة في حضن أبيها....انها هي
ماذا قالت له عني؟...من أنا؟...كيف أتت الي العزاء؟..
 لم يفق من غفلته تلك الا علي صوت منبه سيارة شديد كانت تعبر الشارع...ضغط علي الزر الأيمن للمنبه المجاور للسرير...والتقط حبة المهدئ....متسائلا من أعماقه...لماذا أتت الي عزائي؟