الثلاثاء، ٨ فبراير ٢٠١١

عشرة حقائق من قلب ميدان التحرير


عشرة حقائق من قلب ميدان التحرير
(1)           كل اللي انا شفتهم وشافهم صحابي مصريين ولاد مصريين – وربنا ياجماعة – والتليفزيون اللي يطلعوا عليه واحد يعيط ويقولك الناس اللي جوه بيتكلموا انجليش كأن الشباب دول كانوا مخابرات أجنبية واحتلوا ميدان التحرير يبقي تليفزيون بيضحك عليك ( زي ما طول عمره بيضحك يعني)
ثم اني دخلت وخرجت ولم يمنعني أحد ولم يحتجزني الأجانب رهينة داخل ميدان التحرير...أي تخاريف تلك التي يحاولون اقناعنا بها؟
(2)           لا وجود لوجبات الكنتاكي ولا للخلطة السرية
طيب السؤال البديهي الناس دي كلها بتاكل منين؟؟ أكيد فيه أيدي خفية بتأكلهم.. ااه صح.. التليفزيون الحكومي عنده حق... فيه أيدي خفية
وأنا باعترف اهو ومن غير ضرب.. ولي عظيم الشرف.. اني كنت واحد من الأيدي الخفية دي... لكن والحق يقال... والله ياباشا مفيش كنتاكي... أنا عن نفسي كنت بوزع شيبسي وبسكويت ومنين وباتيه من الفرن وماية وبس...لو ده اسمه كنتاكي يبقي انت عندك حق... واعترف برده اني شفت أيدي خفية تانية كان شيخ أزهري ومعاه عيلته ومعاهم فينو كتيييير هيوزعوه... وأيدي خفية تالتة كانت ست كبيرة وبتوزع برده بسكويت... لو عايز بسكويت تعالي... لو بتدور علي كنتاكي فده الحقيقة كان بيتوزع في ميدان مصطفي محمود علي طريقة المثل العربي (رمتني بدائها وانسلت)
(3)           لا وجود لدولارات ولا يوروهات ولا حتي بالمصري
ياعم ده لو الليلة ب 500 جنيه زي مابيقولك....يعني تعمل في الأسبوع 3000 جنيه... كنت لاقيت الحكومة نفسها نزلت وقفت معانا... بالمناسبة لو بتدور علي الفلوس.. كانت برده في ميدان مصطفي محمود... وبرده علي نفس طريقة المثل السابق.
(4)           لا وجود لمؤامرات أجنبية ولا لأجندات ولا أي أدوات مكتبية
لاقيتهم جايبين واحد اسمه (عمرو عمار) – تحس كده انه اسم سينيمائي – بقي كاتب مشهور وليه مقالات تتحدث عن تفاصيل تخطيط لمنظمة اسمها أجنبي ومقرها بريطانيا وهي المسئولة عن انقلابات جورجيا وشرق أوروبا... ثم فجأة غيرت نشاطها في 2005 الي الشرق الأوسط ودربت شباب لقلب أنظمة الحكم
كل الكلام المعلبك والورق اللي في أيده وأسلوب الكلام يقنع الرجل المصري البسيط الجالس في بيته ولا يعرف سوي التليفزيون ( وللاسف الشديد هذه هي الأغلبية الصامتة التي لعبوا عليها – وتفصيل الحكاية دي في فكرة خاطرة تانية مش وقتها دلوقتي - )
المهم ان الكلام ده أي واحد بيفهم شوية أو متابع.. أول مايسمعه... هيعاني مع نفسه شوية عقبال ما يقدر يسيطر عليها ومايشتمش عمرو عمار واللي مطلعه والتليفزيون والنظام... كفاية هتش وهبل بقي ...شكلكم بقي زبالة.
أنا ياجماعة كنت في ميدان التحرير ذهبت بكامل ارداتي لم اخضع لأي مؤامرات... وكل اللي شفتهم هناك كانوا كده... وكل صحابي اللي راحوا...
طيب هنفترض اننا كلنا شباب أهبل اتعملنا غسيل مخ.. أو حتي اختراق لأحلامنا علي طريقة فيلم Inception.... أنا الدكتور المشرف علي رسالة  الماجيستير بتاعتي بايت هناك من أسبوع...وهو راجل حاصل علي الدكتوراة من جامعة ستانفورد...واسمه له وزن في عالم الأبحاث ودكاترة تانية كتير أعرفها ليها مناصب راقية كانت هناك وبعضهم أصيب... ورأيت بعيني الاستاذ محمد ابراهيم المبروك والدكتور محمد سليم العوا...والدكتور صفوت حجازي...والممثل خالد الصاوي ....اتعملهم غسيل مخ وكانوا عملاء هم كمان؟
(5)           الاخوان ليسوا من العالم الآخر
انهم مصريون مثلنا تماما ...ليسوا أجانب ولا عملاء..ولا تنظيما ارهابيا يعمل في الظلام علي الشر لهذا الوطن ولأهله.. وقد دأب النظام علي تصوير الاخوان للناس علي انهم نار جهنم الحمرا اللي أول ما يشموا نفسهم هيدبحوا الناس...ان مشكلتهم الوحيدة مع النظام.. أنهم يرفعون لواء الاسلام...هل يخيفك هذا في شيء؟...وأي حد له اتصال بالاخوان أو علي معرفة ببعضهم يدرك تماما انهم من أحسن الناس اخلاقا ومن أكثرهم خدمة للناس وبذلا وتضحية.. وأقول هذا وأنا لست منهم ولا اتفق معهم في فكرهم...ولكنها كلمة الحق.
(6)           الاخوان ليسوا منظمين هذا الحدث
رغم انه لا شيء علي الاطلاق في أن يكون الاخوان هم المنظمين لما حدث... الا أنهم لم يشاركوا فيه رسميا الا من يوم جمعة الغضب ولم يرفعوا فيه شعارا من شعاراتهم.. انهم يشاركون بصفتهم مصريين .. مثل غيرهم...يريدون الخير للوطن والحرية لأهله...وفي ميدان التحرير هنا تجد كل الأطياف...سلفيين واخوان واشتراكيين وعلمانيين وأحزاب.. وشباب لا انتماءات لها..ولا أنكر أن أقول اذا اردت ان تحدد اتجاهات بعينها من دون الشباب الذين لا ينتمون لأي تيار...ستجد ان الاخوان هم أظهر الناس... ولكن هذا طبيعيا جدا...لماذا؟...لأنهم فعليا.. القوي الأكبر المنظمة في المعارضة... وقد قال لي أحد الاخوان من حوالي سنة ان عددهم يصل لأكثر من 2 مليون ....ولا أظن انه رقما مبالغا فيه... لأنهم فعلا لهم وجود قوي علي الساحة وهم الأكثر تغلغلا في قاع المجتمع من بين قوي المعارضة... لذا فوجودهم الظاهر هناك هو أمر طبيعي جدا لهذا السبب.. ولسبب آخر.. أن لهم قيادات معروفة بعينها... لذا يلتفون حولها... علي عكس غالب شباب هذه الثورة كل واحد بنفسه ولا قيادة يتلف حولها...ومسألة وجود قيادات اخوانية في الميدان مع الشباب اعتقد مما رأيته بعيني أنه سهل مسألة التنظيم وأعطي الشباب الحماس والصبر وهذا أمر لا خيانة فيه علي الاطلاق ولا أجندات.
(7)           الناس هنا في الميدان... قمة في التحضر والأخلاق والحب والتعاون... والله هذا ما رأيته بعيني فلم اكن أتخيل يوما أن يكون مكانا فيه أكثر من مليون شخص
ثم افاجأ ببنات وأولاد يكنسون الشارع ويلتقطون الزبالة من الشارع ويضعونها في أكياس... لدرجة أن بنت انتظرت حتي أفرغ تماما الكيس الذي أوزع منه وجبات الكنتاكي.. أقصد الباتيه... علشان تاخده وتلم فيه الزبالة
وأفاجأ كذلك بمن ينادي في الميكروفون علي (بلاك بيري) ضائع... لو حدث هذا في ميكروباص به أقل من عشرين شخصا قبل ذلك.. لما صدقت أن يرجعه أحد... ولكن الحقيقة التي رأيتها بعيني أن يجده احدهم ويرجع لصاحبه...رأيت هذا بعيني وسمعته بأذني... وهذا ليس حادثا فرديا لقد حكي لي بعض أصحابي أن هذا هو الطبيعي هنا.
التفسير الوحيد لذلك... أنك عندما تشعر ان هذه البلد بلدك وانت تناضل من أجلها ومن أجل جعلها أفضل... تشعر ان عليك مسؤولية تجاهها.
والله لقد قال لي صاحبي بمجرد أن رأي هذه الروح : والله لو الثورة دي نجحت هارجع مصر ومش هاكمل في كندا. بل لقد سمعت بأذني كثير من المصريين في الخارج يبكون ويقولون سنعود الي بلادنا (هذه البلاد التي اضطرهم النظام الي الشعور بعدم الانتماء لها)
(8)           في يوم الأربعاء...يوم المعركة الدامية ... كانت بين بين بلطجية النظام والمتظاهرين السلميين
هذا ما أشهد به أمام الله
تحول الميدان من مكان لمظاهرة سلمية أقرب الي الاحتفال ... الكل يحرص علي الكل.. والكل في ود وحب وتعاون... تحول بفضل البلطجية الي ساحة بها قتلي ومصابين.
وهذا الكلام كتب لي أن أراه بعيني – حتي لا يقول أحد أني أحكي أو أردد الكلام وفقط –  ذهبت الي هناك قرابة الساعة السابعة مساءا... دخلت من شارع طلعت حرب... رأيت البلطجية بعيني ومعهم زجاجات المياة الغازية والكرابيج والسنج ... منعوني من الدخول... دخلت من شارع جانبي موازي وخرجت منه ...الحمد لله هذه المرة تجاوزنا البطلجية... كنت في قمة الخوف...قلت لصاحبي... لو متنا هنا ملناش دية....وعرفت بعد ذلك ان بنتا قتلت وهي تحاول الدخول.... ربنا سترها معايا الحمد لله.
لما خرجت من الشارع الجانبي... خرجت علي لجان التفتيش في المظاهرات... بلا شك تعرف الفارق بين هؤلاء وهؤلاء...الناس قمة في الاحترام... يعتذرون لك علي التفتيش.. يبتسمون في وجهك...بينهم كثير من الاخوة الملتحين... لا أسلحة لا ملوتوف ولا بلوتوث.. ولا أي حاجة...اللهم لك الحمد.
(9)           المتحف المصري
عندما دخلت كان من حسن حظي ان هجوم البلجية من ناحية طلعت حرب كان قد خف أو شبه انتهي... لم أكن أعلم أن هناك هجوم آخر دامي... من ناحية المتحف المصري... عرفت ذلك.. من كلام دكتور محمد البلتاجي وصفوت حجازي ..وكانوا واقفين يتحدثون في الميكرفون يشجعون المدافعين هناك... وماعرفته فيما بعد أنهم كانوا يدافعون عن المتحف نفسه... ففجأة وبقدرة قادر...أصبح البطلجية يلقون الملوتوف داخل حديقة المتحف... ولكن أين الجيش الذي وان ظل علي الحياد بين الفريقين كان من المفترض منه أن يحمي المنشآت...لم يكن هنالك جيش... وفقط الشباب هم الذين كانوا يهبون حياتهم دفاعا عن المتحف... فقفذوا بداخل حديقته وألقوا الملوتوف خارجها حتي لا تطال النيران المتحف المصري.
اللي يقولك بقي ان الاخوان كانوا بيحدفوا ملوتوف من فوق العمارات علي الناس... أو هم اللي كانوا بيحرقوا المتحف... ده يبقي عايز يتولع فيه هو واللي مشغله.
(10)     الصلوات
لم أكن أتخيل يوما ان ساحة ميدان التحرير تتحول الي مسجد كبير وقت الصلوات... ويصلي فيها الاف البشر علي الأسفلت..في تضرع الي الله ورغبة في الخير لهذه البلد.. منظر يستحق منك أن تفكر ألف مرة لم يصور التليفزيون الحكومي المصريين علي أنهم فاسدين وبلطجية وصيع لا يعرفون ربا ولا دينا ولا هم لهم الا البنات والجنس والمخدرات حتي أساء لكل مصري خارج مصر وجعل سمعتنا في الحضيض؟

أخيرا... يشهد الله أني ضد التخريب والفتنة والعنف... ويشهد كذلك أني ذهبت الي هناك لأني أريد بلدي أفضل... أريد الخير للناس.. لا أريد فسادا ولا رشوة..لا أريد نظاما أمنيا همه مطاردتي اذا التزمت بديني... أريد حكومة محترمة تعمل لخير هذا البلد...ترفع راية العلم بدل راية كرة القدم والمجون... أريد اعلاما يثقف أطفالنا قبل شبابنا يبني ولا يهدم...
فان لم تكن تتفق معي في رأيي...فهذا حقك تماما.. ولكن من فضلك... لا تكن بغير وعي منك عقبة في طريق التقدم والخير لهذا البلد بأن تصدق أن من كان في ميدان التحرير هو من أوقف أشغال الناس... وهو المسئول عن حالة انعدام الأمن.... وهو المسئول عن الخسائر الاقتصادية... لأننا ياسيدي الفاضل... 
لم نفرض حظر التجوال...
ولم نسحب الشرطة من الشارع....
ولسنا مسئولين عن قطع الانترنت والاتصالات عن أحد...
لابد أن تحاسب من فعل ذلك بك وبنا ...بدل من أن تصب غضبك علينا