الثلاثاء، ٣٠ مارس ٢٠١٠

حوار في الميكروباص

حوار في الميكروباص
--------------------------
جلست في الميكروباص وأخرجت كتاب (دراسات في النفس الانسانية) وأخذت أقرأ فيه
لاحظت تركيزه معي في الكتاب أكثر من مرة... أمر قد تعودت عليه حين اقرأ  في المواصلات.. لذلك لم أعره اهتماما ولم اتضايق من ذلك
انت في كلية ايه؟
بدأني بهذا السؤال.... أدركت حينها ربطه بين ما اقرأ وبين الدراسة
لعله ظنني في اداب علم نفس مثلا
فقلت له مبتسما وأنا انظر الي وجهه للمرة الأولي لكي لا تفوتني نظرته
كلية هندسة
هندسة؟
نعم... أخذها وسكت
ثم بعد دقيقة.... وهو انتم بتدرسوا الكلام د في الكلية
قلت له... هذا علم نفس.. أكيد لا أدرسه في هندسة
فاستغرب استغرابا شديدا لم اتوقعه بهذه الشدة
سألته وانت في اي كلية؟
قال لي تجارة
أية سنة؟
سنة أولي
امممم...شاب جديد علي الحياة الجامعية.. قلتها لنفسي بالطبع
قال: وهل هذا الكتاب من مكتبة الجامعة؟
قلت.. لا هذا كتاب لي... وأصلا مكتبة الجامعة لا تسمح بالاستعارة حتي الآن
ولم أفوت الفرصة.... ولكن اذا كنت تريد الاستعارة توجد مكتبة أخري قريبة من هنا...وكنا قد اقتربنا من بوابة حديقة الأورمان الرئيسية بجوار
مديرية الأمن....مكتبة مبارك.. مقابلة لمديرية أمن الجيزة... تعرفها؟
-نعم ... أعرفها
- أجد هناك كثيرا من طلاب الجامعة.. يستعيرون الكتب للابحاث
- ولكن هم يدخلون مكتبة الجامعة
ياسبحان الله... ألا يدرك ان الدنيا فيها كتب غير  كتب مكتبة الجامعة وغير مجال الدراسة؟
- نعم.. مكتبة الجامعة رائعة والجو فيها ممتاز ولكنها لا تسمح بالاستعارة.... هل دخلتها قبل ذلك؟
- نعم دخلتها مرة واحدة... أجمل ما فيها توزيع الحاسبات في المكان... في مرة دخلت وجلست علي جهاز...وحاولت تشغيل لعبة... فجاءتني
(واحدة... ).. وقالت لي ماذا تفعل؟ هذه الأجهزة مخصصة للابحاث فقط... هل تبحث عن شيء... قلت لها لا وقمت
كنت أظنها كجهازي في البيت لل(جيمز) و (الأغاني).... هكذا قال
- ولكن الكمبيوتر لاشياء أخري كثيرة غير (الجيمز) و (الأغاني)
 - أعرف.. ولكن عندما أجلس علي جهازي لا أجد ماأفعله.. فألعب واسمع أغاني
مكتبة الجامعة رائعة فعلا وأعجبتني ولكن حين تريد أن تدخل مثلا وتقول لأصحابك هيا نذهب الي المكتبة (يستلموك تريقة) ويقولون(مكتبة؟؟)
هيا نذهب الي القهوة... لا نحضر المحاضرات أفتريدنا أن ندخل المكتبة؟؟... الواحد لا يجد من يشجعه...
- اذا اردت ان تفعل شيئا جيدا فلن تجد الكثير ليشجعوك
- ولكني اعتدت الا أفعل شيئا وحدي.. فأنا أمل بسرعة
- كررت له نفس الجملة مرة أخري... اذا أردت أن تكون شخصا مختلفا فلابد أن تفعل أشياءا كثيرة وحدك
وكنا قد وصلنا الي الجامعة
(الباب الرئيسي يا أسطي معاك

-------------------------------------
رغم أن الحوار لم يستغرق الا بضعة دقائق الا انه كان مثالا عمليا علي كثير من
المشاكل التي نواجهها كطلبة في الجامعة كلنا
لا أشك انه كان شخصا جيدا....مادة خام كان من المفترض من صرحنا الجامعي الجبار
أن تبني فيه العلم وأدواته وتصحح له طريقة تفكيره لتضعه علي الطريق الصحيح
كان من المفترض.. ولكنها للاسف لا تفعل.. ولا تتركه كما هو
وأنا أسجل هذه الخاطرة... أري في كل جملة من كلامه..قضية هامة جدا نعاني منها كشباب الجامعة... لعلني أعود اليها لأفحصها بعمق أكثر... وأفصلها أكثر... ولعلني لا
أعود... ولكني أكتفي الآن بالتسجيل... تسجيل واقعنا نحن... شباب الجامعة

الخميس، ١٨ مارس ٢٠١٠

أيام الجامعة الأمريكية - وجدتها

مضي أكثر من شهر ولم أر محجبة واحدة حجابا شرعيا كاملا... أمر غريب
قلتها لصديق لي وأنا أحكي له عن الجامعة الأمريكية
أشعر وأنا هناك أني لست في مجتمعنا الذي أعرفه
عادات وتقاليد مختلفة... اذا أردت أن تقرأها بتعبير منمق.. فلنقل أنه مجتمع مفتوح..ولكنه مفتوح علي مصراعيه
واذا أردت ان تقرأها كما هي...فلنقل أنه مجتمع منفلت...يحاكي المجتمع الأمريكي...ولكنه لا يصل اليه
فهو بين شيئين... لا الي هذا ولا الي هذا
تري وأنت تسير في مقر الجامعة الجديد.... وخصوصا في البلازا... أنماطا وأشكالا مختلفة من الشخصيات.. علي كل شكل ولون
يظهر ذلك في الملابس وقصات الشعر...وطريقة المعاملة... وحتي نغمة الصوت.... تنوع فريد... وتجربة مفيدة علي أية حال..
ولكني حتي تلك اللحظة لم أر محجبة واحدة بمفهوم الحجاب الصحيح
-------------------------------------------------
أخيرا وجدتها
كنت أول من يركب الأتوبيس هذه المرة من أمام مقر الجامعة القديم في ميدان التحرير
ذهبت الي آخر كرسي في الأتوبيس.. ..قبل الباب الخلفي
حتي أتمكن من ارجاع الكرسي الي الخلف واستلقي
فتحت (الشنطة) وأخرجت منها مرجعا عن بنية الحاسب 
Computer Arch.
وقلمي الرصاص ال(روترنج)... وأخذت في القراءة وأنا مستريح باستلقائي علي الكرسي
وبدأ الاتوبيس يمتلئ شيئا فشيئا
جلست في الكرسي المقابل امرأة تبدو من ملامحها أنها ليست مصرية... أوروبية في الغالب
لم يلفت نظري ملابسها المتخففة ولا ملامحها ...كما كان يحدث  في البداية حين أري شخصا أجنبيا
الآن اعتدت علي تلك الأشكال وما أكثرها هنا
بعد لحظات...لفت نظري شيء معاكس تماما
أخيرا وجدتها
فتاة في العشرينيات....تجلس بجوار صاحبتنا الأوروبية....مصرية الملامح...ترتدي جلبابا رماديا فضفاضا.. وحجابا (بيج) فاتح اللون...فاتحة أمامها كمبيوتر محمول وتبحث في شيء علي
(جوجل)......
قلت لابد أن أغير رأيي اذن
يوجد في الجامعة الأمريكية.. حجابا.... وان كانت واحدة... وان جاءت بعد شهر من الملاحظة
ولا يهم العدد كثيرا... بقدر مايهم.. أن هناك شخصا يجسد المبدأ في ذلك المكان
فما جعل الله المبادئ والدين لتظل علوما نظرية تدرس في بطون الكتب
وانما جعلها أشخاصا يعيشونها.. وتتجسد فيهم تلك المبادئ فيكونوا منارات علي الطريق... وأبراجا شامخة أينما كانوا

الاثنين، ١٥ مارس ٢٠١٠

تعلمت في فترة الامتحانات


تعلمت في فترة الامتحانات 
-----------------------------
لن تحقق نجاحا يشعرك بالزهو والسعادة الا اذا بذلت مجهودا يذلل لك الصعاب
في البداية... حين لا تعرف شيئا علي الاطلاق..يبدو الأمر سهلا.. ويسير التحقيق ..بل وتافها
ثم تأتي الخطوة التالية..
حين تبدأ بداية جدية.. تجد الأمور أصعب مما كنت تتخيل...طبعا..يجب أن لا يثنيك ذلك عن عزمك.. فقط ستكتشف أنك كنت تحلم وانت تظن كل الأمور سهلة وبسيطة
ثم في المنتصف.. حيث الذروة
المرحلة الشاقة.. حين تواجه مشاكلا وتحاول حلها.. وتتعب كثيرا وتعاني وتحاول.. تذهب وتجيء.. تسود الدنيا في عينيك.. وتضرب أخماسا في أسداس
تفتح مرجعا. تبحث علي الانترنت.. تحاول الحل بنفسك.. مرة واثنين وثلاثة.. تحاول الفهم وترتيب الأفكار في ذهنك... هذه هي المرحلة الأصعب والأكثر متعة.. كما
ستكتشف بعد قليل
ثم النهاية
حين تنجح في استيعاب المقرر والالمام بكل أفكاره.. في هذه المرحلة.. لاتبدو الأمور سهلة كما كانت في البداية.. فأنت قد اكشتفت انك بذلت مجهودا ضخما أحيانا في بعض
الأشياء.. ولا تبدو كذلك مستحيلة كما هي في المرحلة السابقة
ولكن تبدو من المنظور الصحيح... من منظور خبرتك التي دفعت ثمنها ..ارهاقا ومجهود... تفكيرا وعملا
تبدو المهام.. غير مستحيلة ولكنها تستحق العناء
في هذه المرحلة.. تستمتع بكل ما بذتل. وتشعر بالسعادة وبقدرتك علي تخطي الصعاب لتذليل هدف تربده يمنحك مزيدا من الثقة في نفسك
لقد نجحت وتغلبت علي ما واجهك. أخيرا... وأنت وحدك من يملك أن يفعلك ذلك لك
وهذا هو درس الحياة الأول...لن يبنيك غيرك