الجمعة، ٢ أبريل ٢٠١٠

اخنق جارك!

عاد الي صغيري بعد غياب
قلت لأمي تناديه لأني أريده... جاءني ونبرة الاعتذار في كلامه...واشتياقه الصغير في عينيه
بدأني بقوله.... كل لما اقول لماما تجيبني تقولي بكره
تحاورت وصديقي الصغير وداعبته وداعبني
وكان من بين ماقال لي حين رآني فاتحا حاسبي المحمول... 
عندك لعبة(اخنق جارك)؟؟
ماذا؟؟
- اخنق جارك
- وهل هناك لعبة اسمها اخنق جارك؟
- قال نعم.. كنت العبها علي (الكمبيوتر) عندنا
- وماذا تفعل فيها كي تكسب؟
- تخنق جارك قبل أن يخنقك
- ياسلام؟
- قال في حماس
اه والله... لقد خنقته ست مرات وخنقني اربع فقط... رغم ان جاري كان كبيرا
- وهل يجوز أن نخنق جيراننا ياعبد الرحمن؟
-قال نعم... كنت أخنقه
-أدركت حينها انها واحدة من الرسائل الخفية لعقول صغارنا البكر
وتذكرت بحثا كنت قد قمت به عن الرسائل للعقل اللاواعي.. وكيف تؤثر برامج الكارتون وحلقات التليفزيون علي الأطفال
ناهيك طبعا عن ألعاب العنف التي يلعبها الأطفال فتزرع فيهم أن البطل لابد أن يكون سارقا قاتلا لايعرف دينا ولا ربا ولا عرفا ولا مجتمعا
وهاهي واحدة من تلك الرسائل الملعونة تصل الي حبيبي الصغير... لتزرع فيه أن الجيران أعداءنا يقلقون راحتنا ولابد أن (نتغدي بهم قبل أن يتعشون
هم بنا).....أحببت أن أصل الي أعماقه كما أفعل كل مرة
قلت له... تخيل معي ياعبد الرحمن
-هل يمكن أن تطرق باب جيراننا الذين في الأسفل.. وحين يفتحون لك.. تقوم بخنقهم؟؟
سكت قليلا... ثم قال... أنا بعمل كده في اللعبة
قل ماشئت من أحاديث حقوق الجار... ومختلف الأخلاق... والفضائل
لن نستطيع أن نربي أطفالنا حقا في هذا العصر... الا اذا أدركنا كيف يتم غزو عقولهم في حجرة النوم.. وكيف نزرع في عقولهم اللاواعية خلاف ما نعلمه لهم... ويذهب الكلام وتبقي الصورة.. كما يقول علماء البيولوجي عن المخ واحتفاظه بالصور
وقل ماشئت من نظرية المؤامرة والغزو الفكري والصهيونية العالمية ولكن دعنا نقف وقفة ونسأل أنفسنا
متي سنتحمل مسئوليتنا تجاه أطفالنا وديننا وقيمنا... فنمتلك ناصية التكنولوجيا والعلم... ثم نوجهها لصالحنا بدلا من ان نتركها رماحا تغمس في قلوبنا الي الأبد؟