اللقاء الثالث
---------------
تساؤل آخر طرح علي:
أنا لا أصدق كل ما يقال... ولا أري شيئا من هذا في الكلام... ولا يهمني... المهم أني عندما اسمع هذا الكلام اقرب من ربنا وأشعر أني في طاعة لله
والحقيقة أن هذا التساؤل هو من نتائج الاستماع لأسلوب ومنهج هؤلاء الدعاة....لأن هذا الأسلوب لا يربي تربية حقيقية... ولا يعالج أمراضنا التي تبعدنا عن الله من جذورها.... وانما باستمرار يتبعون منهج المسكنات والمرطبات... وهذا أمر في غاية الخطورة لأنه ينتج انسانا مخدوعا في حقيقة الدين....فأسهل عليك أن تدعو انسانا عاصيا لله ولا يدري شيئا عن الدين... من أن تدعو انسانا سمع عن الدين كلاما خاطئا وأفكارا غير صحيحة... لأن الأول يحتاج الي تحلية فقط ...أي أن تملأ قلبه وعقله بنور الايمان الصحيح... أما الآخر فيحتاج الي تخلية من كل الأفكار المسمومة (كتحليل ما حرم الله... أو تحريم ما أحل الله)والمشاعر القلبية الغير صحيحة ( كأن تكون بدعية مثلا) لكي تستطيع بعدها أن تأخذه في الطريق السليم.
دعونا نجيب علي ذلك التساؤل بشيء من الاسهاب وطول البال والأخذ والرد: ولنبدأ بتساؤلات مقابلة:
** أنت لا تصدق كل ما يقال عنهم....لماذا؟
لماذا تصدقهم وحدهم.... ولا تصدق كل العلماء والمشايخ الذين يبينون الحق ويحذرون من الباطل؟؟ هل عندك سبب واحد لذلك؟
هل هؤلاء الدعاة الجدد - وهم قلة معدودة - أعلم من كل هؤلاء العلماء؟؟ فهم يملكون من العلم ما لا يملكه الآخرون فأنت واثق في علمهم ؟؟
هل تصدق أن من تستمع اليهم ... هم الذين يملكون الفكر الصحيح والمنهج المستقيم....والآخرين متشددين ومتزمتين ولا يدركون حاجات الشباب؟؟
اسألك بصدق والله.... هل تشك ولو للحظة واحدة في صدق واخلاص من يبينون خطأ تلك القلة من الشباب التي نسميهم - الدعاة الجدد -؟؟ هل بين هؤلاء المشايخ الكبار وبين هؤلاء الدعاة الجدد ثأر او ضغينة.... ولذا ينتقدونهم؟؟
لم يا أخي في الله ويا أختي في الله.... اذا كنت تريد حقا الاستماع للدين... والسماع من الله ورسوله... لا تستمع لمن يطمأن قلبك أنهم علي علم؟ ...لم تستمع لمن لا يخلو حديثهم من الأحاديث الضعيفة.... والاراء الباطلة ....وزد علي ذلك... افتائهم في كثير من المسائل بغير علم كالفن الهادف... والأغاني....والاختلاط؟؟
ان الأمر دين أخي الكريم وأختي الكريمة.... هل أمر الدنيا عندنا أهم من أمر الدين؟؟... حين تمرض - عافاك الله- هل تذهب للطبيب الذي يكثر اللغط حوله وان كان ليس كله صحيحا؟؟... أم تذهب لمن يجمع الناس علي علمه وفهمه وخبرته؟؟.. .اذن لم نترك ديننا للغبش والشبهات... ونترك النبع الصافي من صحيح الحديث وممن هو علي علم وفقه فنتأكد انه لن يخبرنا الا بالصحيح من ديننا؟؟
أنا أعرف أن معظم من يحاول أن يسمع برامج هؤلاء الدعاة... هم شباب وبنات مخلصون لله...قلوبهم مليئة بالخير ... والا ما تركوا كل المنكر الذي يغرق فيه مجتمعنا واستمعوا لمن يقول شيئا في الدين.... لذا هم لا يتصورون أبدا - مع صدق قلوبهم وطيبتها - ومع قلة علمهم ( ونعذرهم في ذلك): لا يتصورون أن يقول أحد عن الله كلام خطأ أو ييفتي في كلام وهو علي غير علم
مثلهم في ذلك مثل مؤمني سورة الجن... حين قالوا....(وأنه كان يقول سفيهنا علي الله شططا... وأنا ظننا أن لن تقول الانس والجن علي الله كذبا)
فقد كان الشيطان يخبرهم بالكذب عن الله كأن يدعي أن لله ولدا... وهم بصدق نياتهم... وقلة علمهم... لم يتصوروا أن يكذب أحد علي الله...فصدقوه
لا أخي في الله
هناك من يتكلم في دين الله بغير علم.... هناك من يحاول بفكره ويزين له عقله.. أن يتبع منهجا معينا في الدعوة الي الله....يري فيه اقبال الشباب عليه وتقبل المجتمع (الفاسد) له وعدم نفوره منه... فيظن بذلك أنه علي حق والله يعلم أنه خلاف ذلك.
واذا كنت لا تصدق كل هذا... فعلي الأقل... لاتدخل عاطفتك الطيبة في الموضوع.... ان من تستمع اليه ليس معصوما....وبعض الناس (الذين يسميهم هؤلاء الدعاة المتشددين... أحادي التفكير)... يقولون أنهم علي خطأ... لم لا تستمع اليهم؟؟؟... اليس من الممكن أن يكونوا فعلا علي حق؟؟..لم تترك أذنك لواحد او اثنين من الناس..
ولا تتقبل فيه أي نقد؟...اليس ذلك نفسه هو أحادية التفكير؟؟
** سؤالي الثاني لك:
أنت لا تري شيئا من تلك الانتقادات حين تستمع اليهم.. أليس كذلك؟ هنا مكمن الخطورة حبيبي في الله... ليس معني أنك لا تري شيئا من هذه الانتقادات حين الاستماع اليهم...أنها ليست موجودة... ولكن معناه أنك لست علي العلم الكافي لكي تدرك ما يرمي اليه الكلام...فمثلا...لقد طلبت من أحد المقربين مني ممن يطرحون علي مثل هذه التساؤلات ان يستمع الي عدة حلقات قام بها واحد من هؤلاء الدعاة عن (مفهوم البدعة)...هذه الحلقات حين رأيت أحدها عن طريق المصادفة البحتة في التليفزيون..أصبت بحالة من الذهول من كمية الأخطاء التي تقال....طلبت من صاحبي هذا..أن يستمع اليها قبل أن يستمع اي أحد آخر يرد عليها...ليري هل يري فيها شيئا ليس صحيحا....وبالطبع كانت النتيجة كما توقعت....رأي ان الحلقات رائعة....ثم طلبت منه أن يستمع الي ردود العلماء علي ما أثير في الحلقة فتعجب جدا كيف لم ير شيئا من هذا!!
ما أود قوله أخي في الله...أنه لا يعيبك قلة علمك مادمت تحاول أن تتعلم.... ولكن مع قلة العلم... لماذا لا نستمع للعلماء ونبتعد عن الكلام المشتبه فيه المختلف عليه؟... لنأخذ مثالا أخيرا للتوضيح لنفترض أنك طالب في ثانوية عامة...وعايز تاخد درس فيزياء مثلا...وفيه اتنين مدرسين معروفين.... واحد فيهم اسلوبه لطيف وظريف ويجعلك تحبه.... لكنه يخلط أحيانا الصواب بالخطأ....ليس علي تمكن من المادة....ومع ذلك لا يتثبت من كلامه قبل أن يشرح لك...وآخر...اسلوبه ربما لا تحبه...لكنه علي تمكن من المادة...ويشرح لك بتثبت وعلم.... هل سنركز وقتها علي اللي هيريحنا طول السنة ونيجي في الاخر نسقط؟... ولا هنركز علي اللي يخلينا هنجيب درجات أكتر لو صبرنا معاه وبذلنا مجهود؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق