للمرة الثانية أودعك....ولكن هذه المرة...ستطول المدة...
وأخشي أن تطول
في اللحظة التي كنت أري دموعك فيها رغم يوم فرحك...
كنت أداري دموعي
كنت تؤكد علي أن نبقي علي اتصال... وكنت أخشي أن تفرقنا
الأيام وتشغلنا الحياة
"أنت
صمام الأمان في حياتي"
"لم
يبق لي غيرك"
"لن
يفهم أحد مهما كان طبيعة مابيننا"
جمل طالما كررناها... ولم تكن جملا خيالية
لأننا عشناها واقعا ملموسا
*
* *
ان كان عمر الانسان يقاس باللحظات الفارقة في حياته
فنحن لم نفوت لحظة فارقة في حياتنا..الا وكنا معا
وان كانت قوة العلاقات تقاس بمدي الفهم والتواصل بين
الأشخاص
فلم نكن بحاجة للكلمات لكي يفهم كل منا الاخر
ولم نكن بحاجة للنقاش لكي يفهم كل منا مايريح الآخر
*
* *
عندما كنت تأخذ رأيي في أمر يخصك...أو آخذ رأيك في أمر
يخصني
كثيرا ماكانت تتردد هذه العبارات
"يمكن
يكون الصح انك تتصرف كده....لكن انا عارف مش هيريحك غير انك تعمل كده"
"هم
بيقولولك كده علشان بيقيسوها بالعقل. ومعاهم حق... بس أنا أعرفك كويس... أنت ده مش
هيرضيك"
*
* *
كنا نبتعد ونبتعد... ثم نتلاقي... يلوم كل منا الاخر...
يغضب منه...يسبه....
لا نخاف علي علاقتنا من اظهار غضبنا... ولا لومنا....
فسنتلاوم.... ثم نعود بعد لحظات....نستكن في ظل علاقتنا ونستريح للحظات"
*
* *
في اخر ساعات معك... في فرحتك....
كنت أري مايدور في ذهنك من عينيك
علي يقين أنا.. أنه لم يفهمك في تلك اللحظات غيري في
ذلك المكان
كنت أري ماتحاول اخفاءه .... وأعلم أسبابه وملابساته....كنت
أراك واقرأ مابداخلك..ككتاب مفتوح مكتوب بحبر سري لايفهمه سواي
*
* *
تعجبت من ذلك التناقض في شخصيتي
فأنا شخص قاس...لا آبه كثيرا بالعلاقات... ولا أتألم
بسهولة لفراق أحد....
ولكنني حين يدخل أي شيء الي دائرة علاقاتي المحدودة
جدا... والتي لا يوجد فيها سوي بضعة أشخاص... تلك الدائرة التي تمثل حياتي
أنهار بلا مقدمات
لأنني أري عمودا من أعمدة حياتي يخرج من أساسات شخصيتي
فاستشعر الخطر والوحشة
أتذكر ذلك اليوم الذي كنا نفترق فيه عن "معلمنا"
؟... أتذكر؟ يومها تعجبت أنت من انهياري وسيل دموعي الذي لم يتوقف
أتذكر ماذا قلت لك حينها؟
"
ان فقدنا علاقتنا معه... فلا معني لأي علاقة في الدنيا"
هي لك أنت أيضا فاياك أن نصل فيما بيننا الي ماوصلنا
اليه معه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق