الأحد، ٢١ أكتوبر ٢٠١٢

مذكرات كندية: 2 أرتريا


جلست بجواره في محطة الاتوبيس أول ما رآني... سلم علي .. السلام عليكم...
--رددت السلام وعليكم السلام ورحمة الله...
بدا ودودا جدا.... اقترب مني...
رجل في الستين من عمره تقريبا... نحيل الجسم منحني الظهر...
أخذ يحكي لي من غير أن أطلب منه :
 ولدي يعمل هنا سائق أتوبيس... أكل العيش هو من غربنا.... تعرف؟ .. انا اشتغلت في السعودية عشرين سنة... وقت ماكانت الرياض وجدة جبااال... احنا اللي بنيناها وعمرناها.... بل
د ربنا.... بس هم مااعطوناش حقوقنا.... ظلمونا.... أنا أصلا من ارتريا... ثم جئت الي هنا مع عائلتي... البلد هنا نظيفة ومنظمة لكن الأكل فيها مش حلو... انت منين؟...
--
أنا من مصر ياحاج
مصر.. أم الدنيا... انا عندي بنتين بيدرسوا في مصر... في جامعة 6 أكتوبر.... جميلة مصر مش كده؟
--
أنا سكت الحقيقة
ثم جاء الأتوبيس فقمت من جواره
_______________________
بعد أن تركته يمضي... قلت ... كم منا يعرف شيئا عن أرتريا؟.... كم يعرف أن سكانها عرب يتكلمون العربية؟... وأنها عانت من الاحتلال الاثيوبي لأراضيها؟... كم منا يعرف موقعها أيضا؟... كم منا يعرف انه تم الاشتراط عليها في اتفاقية الاستقلال باشراف الامم المتحدة وأمريكا... ألا تنضم لجامعة الدول العربية وأن تظل فاتحة سواحلها لأثيوبيا الحبيسة؟
شعرت ببساطة أننا نحن من ضيعنا هذا الرجل وأسرته وشتتناهم في العالم.... بجهلنا وسلبيتنا.... كم ألف أو مليون أسرة مثله... ضاعت أوطانهم في غياهب غفلتنا؟

ليست هناك تعليقات: