السبت، ١٢ نوفمبر ٢٠١١

مسافات

ابقاء قدر ما من المسافة بين اثنين..هو أمر ربما يكون ضروريا وربما يكون في غاية الضرر!
يرجع ذلك الي طبيعة العلاقة بين الاثنين.....
فان كانت العلاقة سطحية..فابقاء هذا القدر من المسافة النفسية والفكرية هو أمر مقدور ومفضل في ذات الوقت..لأنه يقي كثيرا من المشاكل... فذلك القدر المشترك من المسافة ملئ بالأشواك اذا حاولا الاقتراب منه..ربما تنافرا وتباعدا
ويقل ذلك القدر كلما كانت العلاقة أقرب...فان كانا صديقين مثلا...كانت تلك المسافة أقل...وكانت الأشواك فيها أقل..وان كانا زوجين..وجبت ان تكون المسافة أقل وأقل ومحاولة الاقتراب أكثر
والدخول في تلك المسافة (التي تشبه حدود الدول)...في أي علاقة..أيا كانت...يجلب الألم والمشاكل..ولكن..
ان كانت العلاقة أهم من ذلك الثمن المدفوع من الألم وكانت أقوي منه...توجب علي الاثنين قطع شوطا كبيرا داخلها..واقتلاع اشواكها..
وربما زرعا فيها وردا وأزهارا وحولاها لجنة يتفيأا ظلالها هروبا من أشواك الآخرين.
ولكن ذلك يحتاج صبرا ووضوحا ورغبة أكيدة في تخطي تلك المسافة وتحمل الام تلك الأشواك
المشكلة الكبيرة..أننا كثيرا ما نهرب من تلك المسافة محاولين تجنبها قدر الامكان في علاقاتنا..غير مفرقين بين نوعية علاقاتنا..فذلك وان كان يقينا كثيرا من أشواك المشاكل
الا أنه يحرمنا كذلك حميمية العلاقة..ومن جنات كنا سنجني ثمارها آخرا ان ثابرنا وصبرنا..المهم أن ندرك من هم الذين يجب أن نبقي ذلك القدر من المسافة بيننا وبينهم حتي تظل علاقاتنا معهم علي ما يرام...ومن هم الذين يجب أن نتخطي تلك المسافة معهم جاعلين اياها جنة في علاقاتنا..جنة من جنات الدنيا!
أخيرا هناك نقطتان مهمتان
الأولي...ان عامل الوقت (الفعال) مهم جدا فعلا..وأقصد بالوقت الفعال ...الوقت الذي يحدث فيه احتكاك مباشر بتلك المسافة ومحاولة اقتحامها...
والنقطة الثانية ....أن هذا القدر من المسافة لا يتلاشي أبدا فتصبح صفرا...انما ي...ظل هناك قدر من المسافة ولو ضئيلة جدا في أي علاقة مهما كانت قريبة
ولكنها كما قلت قد تكون أشواكا وقد تكون أزهارا..ولكنها دوما تظل هنالك

ليست هناك تعليقات: