الجمعة، ٢٩ يناير ٢٠١٠

لن أتألم بعد الآن



عندما يتألم الانسان كثيرا ويتعب كثيرا وتتكاثر عليه المشاكل والآلام 
ويشعر بالطعنات من كل من حوله.... يشعر للحظة انه يجب أن يقف بجانب نفسه ولو 
مرة واحدة
وألا يساعد الآخرين علي زيادة معاناته..فيأخذ قرار أنه لن يتألم بعد الآن ولو لبضع 
لحظات يلتقط
فيها انفاسه ويشعر ببعض الراحة مع نفسه ان افتقدها مع أقرب الناس اليه

الألم والسعادة هما وجهان لعملة واحدة هي عملة الحياة

لكن الانسان لابد أن يعالج نفسه في لحظات طغيان الألم ببعض السعادة الداخلية 
والسكينة مع النفس التي يفتقدها من الآخرين ..
وأن يقيم حاجزا بين تأثيير الألم الذي يأتيه منهم 
وبين تداعيات ذلك الألم داخل أعماقه...فلا يسمح لهم أن يخترقوا ذلك المكان ليتركوا فيه
جراحا قد يصعب عليه تحمل الآمها

الأحد، ١٧ يناير ٢٠١٠

الاختيار


الاختيار لا يكون بين أنصاف الحلول واللا شيء..
الاختيار يكون بين الحلول والبدائل التي (تراها أنت) من بين... (ركام الظروف)...
ثم وبكامل حريتك تختار منها الحل المناسب .. ومع بعض الحكمة ان لم يكونوا كلهم مناسبين...تختار أكثرهم ملائمة لك....وترضي بأنه اختيارك الذي يمثل اتجاهك في الحياة
الحياة لم تعد سهلة الآن كحياة الأطفال...

الحياة التي أحياها الآن فيها اما ان تكون أنت أو تكون صورة مكررة من تماثيل المسخ التي تراها حولك...
اما ان تناضل من أجلك...وبشدة... واما ان تميع الأمور..لتساير الركب...ولكن ليس كل ركب ينجو

السبت، ١٦ يناير ٢٠١٠

أنصاف أمهات

أنصاف أمهات
-------------
وفي نفس الأسرة السابقة
بدلا من أن تقوم الأم بدور ( أم ونصف) تعويضا لفقدان (نصف الأب في معركة الحياة) تفاجأ انت
بأن الأم أيضا لم يبقي منها الا أقل من النصف
ذلك النصف الذي يأتي مجهدا بعد الرابعة يمر علي الحضانة ال(فول داي)-ولو
 فكرت شوية في الحضانة دي تلاقيها انها قائمة علي مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد -
تمر علي الحضانة لتأخذ صغيرها وتذهب الي بيتها
تفتح المفتاح... يدور المفتاح في الباب ..... مشهدا من اثنين
لو كان أولادها (الأكبر قليلا واللي بيروحوا المدارس الانتراشونال)... ولاد ناس ومتربيين
هتلاقيهم لاما بيعملوا ال(هوم ورك بتاع الميس) او أحدهم يشاهد التلفاز .. أو علي شاشة الكمبيوتر( طبعا الأم راجعة مقتولة ان لم يكن من الشغل فمن زحمة وقرف علب الساردين التابعة لوزارة النقل أو عربيات السرفيس التابعة لبلطجية السواقين فمفيهاش نفس تبص الولد علي الكمبيوتر من ساعة مارجع من المدرسة بيعمل ايه ياتري؟؟... هتقطع نفسها يعني؟؟)

أما اذا لم يكن الأولاد أولاد ناس(وماتخليش بالك يروح بعيد... مش أولاد كلب ولا حاجة... علشان فيه كلاب دلوقتي لها طبيبها الخاص.. ما يحلم أحد هؤلاء الاولاد أن يمر من أمام باب عيادته يوما ما) ( وبالتالي بيروحوا مزابل..أقصد مدارس الحكومة)
فهتلاقيهم بيطنططوا وبيلعبوا (كورة ومصارعة) أو مثلا البنت مشغلة (الكليب..علي أعلي صوته وبتقزقز لب)
بقي كده يا أولاد الكلب..( اعذروا الأم.. فهي لم تدرك بعد المتغيرات سالفة الذكر في مسيرة الحياة الكلابية... لأنها لا تري كلابا الا كلاب الشوارع اللي تحت البيت) كل يوم علي نفس الموال... أرجع مهدودة وانتوا ماعندكوش ريحة الدم؟؟
-----------
ويستمر المسلسل
الذي تقوم فيه الأم بنصف دور ولكنه حتي لم يكن نصفا من دورها.. للاسف..اذن لكان لها بعض العذر.. ولكنه نفس نصف دور الأب... ذلك النصف الذي يمكن أن نعطيه جائزة أوسكار في القيام بدور الطور المغمي العينين والذي يدور في ساقية
وطبعا الساقية انتوا عارفينها
ولكن للاسف الطور أصبح (طورين) هذه المرة
واذا قلت لها... دورك كأم.. أولادك... رسالتك في الحياة... تقول لك... انت مابتحسش ياأخي...مابتشوفش؟؟... مش شايفني طالع عيني أنا وأبوهم علشان نجيبلهم أحسن لبس.. وندخلهم أحسن مدارس.. ونعلمهم أحسن علام... ؟؟ علشان مين كل د؟ مش علشانهم برده؟؟
واضح أن الطور هذه المرة هو الذي لا يري أنه يدهس أولاده تحت قدميه وهو يدور ولكن هل يمكن أن نعذره بالغمامة التي علي عينيه هذه المرة؟ أم أنه هو الذي لن يسامح نفسه يوما ما؟...

الجمعة، ١٥ يناير ٢٠١٠

حملة تفتيش


تخطو خطوات وئيدة نحو باب اللجنة
في يديها بضع ورقات تحاول أن تشغل ذهنها بالنظر فيها..وان كانت لا تري الكلمات...حتي تصرفه عن التخوف مما يدور فيه
قالت لها أمها وهي تودعها في الصباح
(يابنتي بلاش عناد.. حرام تضيعي مستقبلك...لو أصروا افعلي ما يريدون وينتهي الأمر
لست الوحيدة... ولن تكون نهاية الدنيا... والله غفور رحيم)
ردت عليها وهي تقبل يديها
يا أمي... هذا ليس عنادا انه الثبات علي الحق..والمستقبل بيد الله... ليس مطلوبا منا
أن نتنازل عن رضا الله لكي نحققه
والله يا أمي لن أفعل مايريدونه لي ولأخواتي...ولن أنكسر أمام حملتهم علي ديني
وسأقابل اصرارهم باصرار مثله
صمتت أمها أمام كلام ابنتها الوحيدة...
 من اين جاءت ابنتي بمنطق الكلام هذا وقوة الشخصية التي أراها أمامي؟لم تكن هذه هي (هدير) الوديعة التي أعرفها
تساءلت في نفسها وهي لا تملك أن تفعل شيئا أمام ابنتها... وقالت لعله حماس الشباب
جاءتها نظرات (هدير) التي حرصت أن تكون مطمئنة هادئة لكي تهدئ من روع امها ولعل ما تخشي حدوثه لا يحدث
جاءتها هذه النظرات مختومة بقولها... انه الحق يا أمي
تذكرت هذا الموقف الذي بدت فيه ثابتة... لعل ثباتها هذا يهدئ قليلا من توترها وهي تعبر باب اللجنة
مرت الأمور في النهاية رغم بعض المصاعب وهاهي جالسة أمام ورقة الامتحان تحمد الله وتقرأ الاسئلة في سعادة
قال رئيس اللجنة.... ( فيه حملة تفتيش من الوزارة قادمة)
لم تنتبه لكلمته فقد استغرقت في الاجابة كعادتها
بعد ربع ساعة
دخلت (الحملة) - ولا يخطر ببالك ماتحمل هذه الكلمة من دلالات ذهنية مرتبطة بها.. كحملات التفتيش علي المخدرات وشقق الدعارة  فهذه دلالات قد انتهي زمانها ونحن في عصر الحداثة -
فوجئت بعد بضع دقائق برجل يهرول نحوها... انه لا يقصدني انا.. لعل أحدا خلفي يغش..
نزع نقابها في شدة.. افقدتها السيطرة علي أعصابها.. وآلمت عضلات وجهها الرقيق
وفي رد فعل تلقائي وضعت المنديل الذي أمامها علي وجهها
صاح فيها.. رئيس اللجنة وقد أغضبه سرعة تصرفها
ممنوع ياانسة - لم تكن ساعتها تفهم ماهو الممنوع.. هل الممنوع أن تغطي وجهها بمنديل ورقي؟ هل حدث فعلا وصدر قرار بمنع المناديل الورقية من لجان الامتحان حتي تأتي لجنة كاملة للتفتيش عن الارهابيين الذين يتخفون في المناديل الورقية؟
أي سخافة تلك؟؟-
ممنوع
وألقي لها بالقنبلة... هكذا ظن..

اما أن (تعري) وجهك في الامتحان واما ان (تروحي)
ظن انه حطم كل أسوارها واقتحمها
ارتدت نقابها ولملمت أشيائها وحاجاتها وقامت.. اذن سأمضي
لا أدري ساعتها وأنا أكتب هذه الكلمات.. كيف جاءتني نشوة غريبة.. نشوة انتصار
...رأيتني أقوي بكثير مما كنت أتخيل... كنت مترددة في فعل هذا الأمر.. خائفة من ردة فعل أمي وأهلي.. ومن ضياع العام علي
ولكن حسمت أمري في لحظة... لابد أنه التوفيق ممن يعلم بواطن الأمور.. ويعلم في داخلي اصراري علي رضاه..
رأيتني هزمت رئيس اللجنة ومفتش الوزارة... وشيخ الأزهر.. ورئيس الجامعة .. نجحت أن أقف في وجه الدنيا
لا أملك الآن الا أن أقول..
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
هدير يحيي
أستاذة بألسن عين شمس
2020سبتمبر



الخميس، ١٤ يناير ٢٠١٠

أنصاف آباااء



أنظر حولك... ستجد كل مشاكلنا واخفاقاتنا بسبب أننا نعيش هذه الحالة... حالة التمزق بين الممكن والواقع نتيجة خضوعنا
للظروف واستسلامنا للأمر المفروض.. كأننا مكتوب علينا أن نحيا نصف حياة.. وأن نموت نصف موت
وفي هذه الحالة... نعيش كأنصاف بشر!
في الأسرة
تجد الأب في الحقيقة هو نصف أب فقط... ذلك النصف الذي يسعي ليسد أفواه ابنائه المفتوحة ويشبع بطونهم بالطعام- ولاحظ أن كلمة الطعام هنا مجازية.. فلم تعد حاجات الطفل (المتقدم) تقتصر علي الطعام والشراب واللباس وانما امتددت لتشمل بداية من المدرسة (الانترناثيونال) "لو كان بيعلم ولاده في مدارس فرنساوي"... أو (ألانترناشيونال) "لو التعليم انجليزي"
ووصولا الي (البلاي ستيشن تو).. والانترنت و(الموبايل اللي فيه جي بي اس ).. كل هذا يشمله الطعام العصري في عرف اباء الطبقة المترفة..أما في عرف أباء الطبقة الكادحة (الشعب يعني من الآخر) فان الطعام يشمل معه الدروس الخصوصية والكتب المدرسية والخارجية كمان ولبس العيد وكان الله بالسر عليم -
تجد الأب هو هذا النصف فقط... أما النصف الآخر..الأهم والأعمق والأكثر دلالة علي (الهدف الانساني في الحياة)
..ذلك النصف المسئول عن التربية والتوجيه والعطف والحنان والارشاد وبناء العقول.. ذلك النصف مشلول.. أو مقتول
من قتله ياتري؟... سيجيبك الأب: حتما انها الظروف..وانه الواقع.. ولا استطيع أن افعل أكثر من ذلك
لقد حاااولت وبذلت قصاري جهدي (ولا يكلف الله نفسا الا وسعها)
وبناءا علي تلك الأعذار... يعيش الآباء في مجتمعنا كأنصاف آباء ان لم يكونوا أقل من ذلك!!

أنصاف وأشباه


أنصاف وأشباه
---------------
جلس يكتب:
يبدأ طريق الفشل في أي هدف تريد تحقيقه..بأن لا تعيشه في حياتك حقيقة واقعة...

    بأن تكون تريده و ربما  لديك شوق داخلي ورغبة عارمة في تحقيقه
ولكن ذلك لا ينعكس فعليا علي سلوكك...
لأنك تفتقد شيء من اثنين:

اما أنك لا تملك المعرفة التي بها تعرف سبل تحقيق هذا الهدف والطريق الذي
يجب أن تسلكها لتجد في نهايتها ما تريد...
أو أنك لا تملك الارادة الكافية والعزيمة الماضية التي تمكنك من التغلب علي العقبات التي تواجهها في هذه الطريق
أنظر حولك... ستجد كل مشاكلنا واخفاقاتنا بسبب أننا نعيش هذه الحالة... حالة التمزق بين الممكن والواقع نتيجة خضوعنا للظروف واستسلامنا للأمر المفروض.. كأننا مكتوب علينا أن نحيا نصف حياة.. أوأن نموت نصف موت
وفي هذه الحالة... نعيش كأنصاف بشر!

الأربعاء، ١٣ يناير ٢٠١٠

ورقة وقلم


لا يدرك الألفة التي بين الكاتب وكلماته... الا من عاشها
تمر علي معظم من اعتاد معايشة أوراقه.... أوقات يهجر فيها تلك الأوراق... وتتعدد الأسباب لذلكمن بين  حزن ... لدرجة لا يريد فيها حتي الكتابة... وقد كانت من قبل سبب من أسباب التخفيف عنه والتسرية عن همومه....الي لحظات سعادة لا يستطيع التعبير عنها فتستغرقه اللحظة ولا يسجلها
وما بين الحزن والفرح... لحظات الانشغال والهجر والسأم والملل والضيق ولحظات التغيير.. أي تغيير من فكرة الي فكرة ما...فنجد أن الفكرة الجديدة لم تتبلور بعد في ذهنه ليعبر عنها بقلمه
كل هذه لحظات يهجر فيها الانسان صديقيه المقربين... الورقة والقلم
ولكنه بعد فترة من هذا الهجر.... يشعر بأنه يفتقد شيئا ما ...احساس لا يغني عنه اي احساس اخر...احساسه بذاته... فالذي اعتاد الكتابة...فأصبحت جزءا من ذاته... لا يستطيع هجرانها لفترة طويلة لأنه حين يفتقدها .. يفتقد جزءا منه
فسرعان ما يعود ليسجل ويحلل ويصف ويعبر..فيستعمل عقله وقلبه... فكره ومشاعره.... فيعود ذلك الجزء في (انسانيته) الذي كاد يضمر من هجره الكتابة
يعود لينبض من جديد!