الأربعاء، ١٩ مايو ٢٠١٠

الرد علي القولين الثالث والرابع






يذكر الكاتب في هذا القول كلاما للدكتور أحمد شلبي بالنص فيقول:





















 ثم قال:







تعالوا لنري الأسباب التي جعلت كلام الدكتور أحمد شلبي عن ابتكار المسلمين لعلم مقارنة الأديان مجرد زعم علمي مزأوم في رأي الكاتب
السبب الأول                









اذا كان كتاب ابن حزم (الفصل في الملل والأهواء والنحل) ... وكتاب الشهرستاني (الملل والنحل)... وباقي الكتب التي ذكرها الدكتور والتي لم يذكرها  لا تمثل باكورة لعلم مقارنة الأديان... ودراسة الآخر... فماذا تمثل ؟...
يقول الدكتور زيدان. أنها
  




فاذا لم يكن وصف العقائد والتعريف بها.. وتحليلها والرد عليها (أي مقابلة بعضها ببعض)... ليس مقارنة أديان بأي حال في رأي الدكتور زيدان
فما هو علم مقارنة الأديان الصحيح والغير متعارف عليه في بلادنا...في رأي الكاتب... هذا ما سنراه بعد قليل في قوله في القول الرابع (المنهج)
السبب الثاني

 




للشهادة العلمية فقط.... ماكان لكاتب في مكانتك العلمية... أن يذكر أسبابا واهية أبدا كهذين السببين
فاما كون كل المؤرخين المذكورين مسلمين.... فهل يطعن ذلك في أن المسلمين ابتكروا علم مقارنة الأديان...أم أنه دليل عليه هل في المقابل يوجد كتاب واحد قبل الاسلام طرق هذه المسألة... مسألة دراسة الاخر ومعرفة نظرته في الدين والعقائد والحياة؟؟
أما قولك أنه ليس من السهل علي صاحب دين أن ينصر أديانا ومذاهبا مخالفة لما هو عليه  
اذن لابد لمقارن الأديان أن يكون ملحدا يادكتور؟.. حتي هذه لا تسلم من افتراضك ... لان الالحاد في حد ذاته يعتبر دينا بالمفهوم النفسي والفكري
هل لابد للانسان ان يتحرر من دينه لكي يقابل بين العقائد ويدرس فكر الاخرين؟
يبدو أن هذا هو رأي الدكتور زيدان.. ولذا نجده يقول عن نفسه وعن هذا الكتاب الذي بين أيدينا في القول الرابع 






اذن المنهجية العلمية في رأي الدكتور زيدان هي المحاولة الدءوب للتجرد من الدين لأنه يناقض الموضوعية
فان لم تكن هذه هي العلمانية التي ترفضها يادكتور فما هي اذن؟.... 
وكلامك عن اقتران (الدين) بالعنف والتخلف ومناقضته للموضوعية العلمية....أليس هو صميم كلام العلمانيين.. والشيوعيين من قبل؟... سؤالان للكاتب عليهما علامتان استفهام كبيرة!!
ويؤكد هذا المعني في موضع اخر فيكرر



اذن التدين في رأي الكاتب أسر.. لابد أن تفر منه حتي يصبح كلامك موضوعيا مطابقا لمعايير البحث العلمي (التي لم يلتزم بها أصلا في الكتاب)
الأمر ليس في ترك التدين عند مقارنة الأديان .. وانما في التجرد والتزام الموضوعية العلمية والسير علي قواعد البحث... ويكفي هنا أن نذكر ما قاله الدكتور شلبي نفسه عن منهجه في كتابه (اليهودية) الذي نقل منه الدكتور زيدان 











أما القول بأن هؤلاء المؤرخين ما كانوا في الغالب الأعم يعرفون اللغات القديمة التي استعملها أهل الديانات وأن كلامهم يعتمد فقط علي حكايات
فكأنك تقول لابد لمن يقارن الأديان أن يعرف لغات أهل الأرض....وأنه ان لم يكن يعرف لغة قوم ماجاز له أن يتكلم عن  عقائدهم حتي وان كان عنده مصادر علمية أخري بلغات غير لغة القوم وهذا طبعا.. ليس من منهج البحث العلمي علي الاطلاق..لا في مقارنة الأديان ولا في غيره من علوم الدين والدنيا
ثم اذا طبقنا نفس القاعدة علي كتاب الدكتور الذي بين أيدينا لحق لنا أن نسأله.... هل عرفت العبرية يادكتور لتتكلم عن اليهودية وهل عرفت الصينية لتذكر بعض سمات البوذيين من التسامح وكبت الغضب والرياضة النفسية؟ وهل عرفت لغات كل من دخلوا في الصراع حول قضية (اللاهوت والناسوت الكنسي) التي أفضت فيها؟؟
ثم نقطة أخري
الكتب بين أيدينا... ومؤلفوها المسلمون قد ماتوا منذ أمد بعيد ولنا أن ندرسها وننقدها ونقارن ما فيها بما علمناه في عصرنا الحديث عن العقائد والملل
هل من أحد يستطيع أن ينطق بتلك الفرية العلمية التي قالها الدكتور... أن هذه الكتب معتمدة في الأساس علي حكايات وأنها لا تصمد امام البحث العلمي؟؟
لننقل هنا من كتاب الدكتور احمد شلبي صاحب الزعم العلمي علي حد تعبير الدكتور زيدان... قول أحد علماء الغرب (ادمز سميث) واقراره بأن هذا العلم هو اسلامي النشأة وفوق ذلك ليس فيه تعصبا ولا ظلما للديانات الأخري.... فهل ادمز سميث متعصب للاسلام أم أن قوله يندرج تحت مسمي (البحث العلمي المزأوم)؟




 
 المصدر (اليهودية - أحمد شلبي)

ثم يتجه الكاتب اتجاها غريبا جدا ...فيقول





اذن هو يبرأ الوثنية من بعض التهم... وليته سكت.. ولكنه وكأنه يقارن الوثنية بالديانات التي سماها السماوية  فيلحق بالاخري التهمة التي نفاها عن الأولي
فيذكر.. حروب الابادة التي قام بها اليهود في التوراة باسم الرب... ويذكر الحروب الصليبية والحروب بين الكاثوليك والبروتستانت
وقلنا أننا لن نرد علي ما ورد في الكتاب عن اليهودية والمسيحية... انما نرد علي ما يخص ديننا والشبه التي تثار بلا وجه حق
فنجد الكاتب وكأنه بدافع اكمال الصورة المأساوية عن الديانات الثلاثة فيلحق بها الاسلام قائلا










كيف لحاصل علي الدكتوارة وفي مكانتك يادكتور زيدان أن يسوق الشبهات هكذا وهو يعلم أنه يذكر
الكلام في سياق غير سياقه.. ويستغل الألفاظ دون النظر الي دلالاتها
عفوا دكتور زيدان
لقد سرت علي خطا المستشرقين... في سرد الشبهات هكذا وأنت تعلم أن عليها ردودا علمية منطقية وأن هذه الشبهات من باب (ولا تقربوا الصلاة) ولكننا وللاسف رغم قدم الشبهة... وبطلانها بالرد عليها منذ زمن بعيد الا اننا نجد أنفسنا -لالتزامنا بالرد علي ما ورد في الكتاب من باطل عن الاسلام مضطرين الي ذكر تلك الردود حتي نقف في وجه كل من يعيد الشبه ويزيد فيها.. وكأنه ليس باحثا علميا مرموقا يدرك أن هذه الأفعال لا تصدر اما من الجهلاء الذين لا يعرفون ردها الناصع.. أو من المغرضين الذين يسوقون كل غث وسمين بلا نظر الا موضوعية علمية ولا ضمير علمي
فاليك يا دكتور والي كل مثير لهذه الشبهة ... والي الذين يريدون أن يعرفوا عظمة دينهم.. وأن كل شبهة تثار ضده ما هي الا غبار في الهواء سأفرد تدوينة منفصلة لجمع الردود علي تلك الشبهة
وسأضع رابطها هنا حين الانتهاء منها ان شاء الله تعالي
الان نكمل مع باقي أسباب (الزعم العلمي المزأوم)


السبب الثالث








اذن يترتب علي قولك هذا أنه ليس هناك حق ولا باطل.. وأن لكل انسان أن يزعم كما يشاء
لا يادكتور.. ليس هذا هو المقصود والا سارت الدنيا فوضي
وانما المقصود من قول الدكتور شلبي أنك حين تقارن بتجرد واخلاص نية بين الاسلام العقيدة الفطرية السمحة وبين باقي الديانات ستخلص بنفسك.... الي الحق... لآنها بضددها تتميز الأشياء
 ثم يقول الدكتور زيدان في القول الربع









ويعود فيكرر نفس المعني قائلا




هذا طبعا اكمالا للقول الثالث وتنظيرا لما قام به الكاتب من مقارنة الوثنية بالديانات التي سماها رسالية
وخلص من المقارنة أن الديانات الوثنية مختلفة في الجوهر عن الديانات الثلاثة مجتمعة وانطلاقا من ثلاثي الجوهر الذي يؤمن به الدكتور زيدان: الانابة - الابادة - الخروج
يمكننا أن نفهم لماذا توصل الدكتور زيدان في القول الثالث الي أن الديانات الوثنية - حين نقارنها بالديانات الثلاثة- ليس فيها عنصر (الابادة) احد عناصر الجوهر الثلاثة التي تشترك فيها الديانات الثلاثة الاسلام - النصرانية - اليهودية
وحسبنا الله ونعم الوكيل


الأربعاء، ١٢ مايو ٢٠١٠

دعوة هادئة للتفكر


دعوة للتفكر بهدوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------
الي كل أصحابي وأصدقائي... الي زملائي... الي من أحبهم... الي كل شاب أو فتاة في سني يبحث أو تبحث عما يرضي الله... وعن الحياة الطيبة في الدنيا
والنعيم في الآخرة
هذه دعوة هادئة جدا...دعوة للتفكير بينكم وبين أنفسكم .. بغير جدل ولا نقاشات قد تدخل فيها أهواء النفوس فتفسدها
بينك وبين الله وفقط... دعوة.. اقبلها..فهي والله لك...لأني أحبك.. وأحب الخير لك...لأني أريدك أن تري الأمور كما هي.. علي حقيقتها..فتصير علي
بصيرة من أمرك. والأمر أولا وأخيرا لك... ولكن  لا ترد دعوتي.. خذها فان نفعك منها شيء حين تتفكر فيها ... فلله الحمد في الأولي والآخرة... وان لم
تقتنع بها فلن تخسر شيئا.
هذه الدعوة ... هي للتفكر في حال من يطلقون عليهم (الدعاة الجدد)...ولن أذكر اسماءا... وهذه واحدة من القواعد التي سأسير عليها في حديثي اليك
دعنا نتفق أولا علي عدة أمور
1) دعنا نخلص الأمر لله... وأنا أكتب هذه الكلمات...توقفت عن الكتابة وذكرت نفسي... لماذا أكتب؟... لماذا هذا الكلام؟؟... دعه لله.. لله وفقط
وأنت كذلك أخي في الله... وأنت كذلك أختي المسلمة.. توقفوا الآن في هذه اللحظة عن القراءة... وأخلص أمرك لله... ألست تبحث عن رضاه هو؟.. دعه
يدلك علي الخير... اللهم دلنا علي الخير كله... دلنا علي رضاك... وابعد عنا أي طريق نتوهم أنه طريق اليك وهو ليس كذلك... أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. بصرنا يارب بصيرة منك بما يرضيك... واحفظنا من أن نخدع عن طريقك.

2) تجرد من الأشخاص... ووعد مني أني لن أقول لك كلمة سوء في شخص... وانما دعنا نناقش الأفكار... فقط الأفكار المجردة....
ودعنا نتخلص من التعصب.... فقد علمتني دراسة الهندسة... والعلم الأكاديمي...مبدأ قيما جدا... وهي التركيز علي النظريات ونتائجها (أو العمل وما وصل اليه
).. أو (الفكرة نفسها وما تؤدي اليه) بغض النظر عن الأشخاص ولظروف واللغات والأديان... فالتفكير المجرد يحررك من (الهوي) ومن (الأشخاص)
لشخص ما أيا كان هذا الشخص ونبحث عن الحق وفقط... فلسنا مأمورين الا باتباع حبيبنا صلي الله عليه وسلم.. وكل طريق يؤدي اليه.. أما ما يخالفه
وتبين لنا مخالفته لطريق قدوتنا وامامنا فلنتبرأ منه.. أيا كان من يدعو اليه وان كان أحب الناس الينا... ولنذكر كلمة ابن القيم حين رد كلمة لشيخه ولم يقبلها
وهو شيخه ومن  أحب الناس اليه فقال ( وشيخ الاسلام حبيب الينا... ولكن الحق أحب الينا منه)... فلنحاكم كل الأفكار والاتجاهات والاراء لله وللحق
فان وافقته فأهلا بها وسهلا.. والا فلنردها ولا نقبلها فليس بعد الحق الا الضلال.

3) كلامي اليك اليوم... هو خلاصة مناقشات كثيرة مع أصحاب وأحباء هم من أقرب الناس الي قلبي.... فهو خبرة عملية... عرضتها علي ديني وبعض ما
علمنيه الله...فوجدت ما أعرفه مطابقا للواقع -والله- لا يتغير عنه.. ويوما بعد يوم تتضح أمور تزيد يقيني بما وصلت اليه وسأوضح ذلك في حديثنا

4) لن أفعل كما يفعل الكثيرون الآن.. بأن أمسك (موقفا معينا)... أو (خطأ شرعيا)... وأرد عليه بالنصوص واراء العلماء لأبين خطأه - مع أهمية ذلك طبعا -
وذلك لثلاثة أسباب
1) أني لست عالما أو فقيها... وما أنا الا متعلم... حالي كحالك وكحال أي شاب يبحث عن الحق
2) لأن علماءنا الأفاضل جزاهم الله خيرا... حرس حدود هذا الدين... يتولون هذا الأمر ... ويتصدون لذلك بعلمهم... فيوضحون الحق للناس الذي يحاول
أن يفتنهم فيه أي أحد.
3) لأني أنظر الي الظاهرة كلها ... بمنظور مختلف... فلم يعد الأمر مسألة خطأ شرعي أو موقف (وقع سهوا)
وانما الأمركله في المنهج والطريقة.... في الدعوة نفسها والفكر... وهذا ما سأحاول أن أناقشه معك.. من خلال كل المناقشات التي تعرضت لها

5) سأحاول أن يكون معظم كلامي مبسطا ... من شاب لشااب... خاليا من المصطلحات .... وسأدع النقد الفكري المتعمق ( ولا مفر منه).... في تدوينات
منفصلة... ليقرأها زملاؤنا المثقفون.

ولنجعل الله من وراء القصد 

حوار هادئ -اللقاء الأول


- ان الدور الذي يقوم به هؤلاء الدعاة الشباب.. أخطر واهم من الدور الذي يقوم به المشايخ والعلماء المعروفين... لأنهم يتحدثون الي طبقة من المسلمين
لا تعرف عن الاسلام شيئا... فلا يمكن لهؤلاء أن يسمعوا العلماء مباشرة... وانما هؤلاء الشباب يأخذون بأيديهم الي بداية الطريق ... مثلا مش هقول لواحد
مابيصليش حرام تسمع اغاني... الأغاني حرام.... الأول أشد ايده للصح.. وبعدين هو من نفسه هيروح لخطوة أحسن ويسمع العلماء علشان يتعلم
                                   -----------------------------------------------
هذا هو أشهر الردود التي سمعتها تقريبا من كل من أتحدث اليهم في هذا الأمر.... ولعلك الآن عندك نفس الرد ومقتنعا به
آسف حبيبي في الله... اذا كان هذا هو الرد الأول.... فهل توقفت لحظة واحدة بينك وبين نفسك... للتفكر فيه قليلا؟... انظر اليه مرة أخري هكذا.
واسأل نفسك هذه الأسئلة ثم تمهل في الاجابة
هل حقا المشايخ والدعاة الذين تعرفهم ... لا يتحدثون الا لطبقة معينة.... هل ما بيتكلموش غير للشيوخ والملتزمين؟؟.... هل لا يتوجهون بحديثهم للشباب
الذين لا يصلون ولا يعرفون شيئا عن الاسلام؟
أشهد الله انا عما أعرفه نفسي.. أن هذا ليس الواقع..... فأولا... هم يتحدثون لهؤلاء أكثر من أي أحد... يتحدثون عن الأخلاق والمعاملات... ويتحدثون
عن ترك الصلاة .. عن نعيم الجنة وعذاب النار.... اليست هذه كلها دعوة لمن لا يعرفون شيئا عن الاسلام؟... أو غير ملتزمين اطلاقا ويحتاجون
لمن يضعهم علي أول الطريق....
أخبرك بشيء عجيب؟... من ضمن الانتقادات التي توجه الي هؤلاء المشايخ والعلماء ... أنهم لا يتحدثون الا عن عذاب القبر ونعيمه ويوم القيامة والجنة والنار
 -ورغم أنهم طبعا ليسوا كذلك - أفلا يدل هذا الانتقاد أنهم يكثرون من الدعوة المبسطة التي تعتمد علي زرع الايمان في القلوب.. عن طريق الترغيب في الجنة
والترهيب من النار؟... وتذكير الناس بالآخرة؟
يتحدثون الي كل الناس... أدخل محلا للكشري.. فأري العمال يشاهدون خطبة للشيخ محمد حسان .... أركب ميكروباص فأسمع شريطا للشيخ محمد حسين
والسائق ليس عالم دين ولا شابا ملتزما أو حتي ملتحيا... والشريط عنوانه ( لماذا لا تصلي؟)... هذا العنوان لمن حبيبي؟...
أليس لهؤلاء الذين لا يقومون بأي شعيرة من شعائر الدين؟... بل والله الذي لا اله الا هو.. في رمضان الماضي.. وأنا ذاهب لأصلي التراويح...
رأيت قهوة في الشارع... وعليها عدد لا بأس به يشاهدون
برنامج الدكتور حازم شومان (لماذا محمد؟).....
وكل هذه أمثلة تقول... أن هؤلاء المشايخ لا يتحدثون الي الملائكة.... انما هم يعرفون الواقع وما فيه المسلمون.. ويتحدثون اليهم...
 ولا يقولون كلاما غير مفهوم

-------لحظة.. لحظة... عندك حق... هم يتحدثون الي هؤلاء الناس.. ولكن أسلوبهم صعب...لغة عربية في معظم الأحوال...ترهيب وذكر عذاب ونار...
الناس ببتخض من الكلام د.. فتكره الدين..
أما هؤلاء الشباب.. فأسلوبهم بسيط جميل.. كله رجاء ورحمة وهدوء.. بغير تخويف ولا ترهيب... يحببون الناس في الدين
أتعرف حبيبي في الله.... أنت تحتاج الآن أن تستغفر الله.... آه والله
لماذا؟
لأن كلامك هذا يشتمل علي معني....أنت ولا شك لا تقصده... وهو معني شنيع جدا....كأنك تقول.... أن هؤلاء الشباب (الدعاة الجدد) هم أدري بالدين من الرسول صلي الله عليه وسلم.... وأنهم عرفوا طريقة ( كأنهم اكتشفوها فجأة بعد 14 قرن من الاسلام).. لتحبيب الناس في الدين أكثر مما
كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلك والقرآن الكريم.
أعرف أنك لا تقصد ذلك طبعا فلعله قولا سمعته ورددته ولم تتفكر فيه.... ولكن دعني أوضح لك نقطة مهمة جدا وفكرة لابد أن تعرفها ( ونحن نركز علي الأفكار)
منهج الدعوة الي الله والي الاسلام... مش (بالدماغ)... أو بتعبير الدين ليس (اجتهاديا)... كل انسان يدعو بالمنهج الذي يحبه
فهؤلاء يرهبون الناس وهؤلاء يتكلمون فقط عن الترغيب والرجاء
-------ازاي د؟ ... أكيد كل واحد ليه طريقته في الدعوة...
لالا... لا أقصد هذا حبيبي في الله....افهم الفكرة جيدا
طريقة الدعوة هذه.... هي وسيلة للقيام (بالمنهج)... أي لتنفيذ (الدعوة).... وهذه تختلف من شخصية لشخصية ومن عصر لعصر ومن بلد لبلد
أما منهج الدعوة فهو ( توقيفي) ... أي يجب فيه التزام ( منهج الرسول والقرآن(
وهذا منطقي جدا.... أليست الدعوة الي الله عبادة؟.. والصلاة عبادة... حين تصلي... هل تصلي بالطريقة التي تحلو لك؟...
 الظهر ثلاث ركعات والعصر سبع ركعات وكما تشاء أو تسمح لك الظروف( وتري أنه الأنسب؟)
أم تصلي كما صلي الرسول صلي الله عليه وسلم؟....انما بعضنا يحب الصلاة بسورة معينة... يعضنا يحب دعاءا أو ذكرا ورد في السجود... وآخر يحب دعاءا
آخر... هذا الذي يختلف من شخص لشخص... أما العبادة نفسها وأركانها فتوقيفية ... وكذلك الدعوة
المنهج توقيفي... فقط ادع الي الله كما فعل الرسول صلي الله عليه وسلم والسلف من بعده
كيف دعا الرسول صلي الله عليه وسلم.؟؟... بالقرآن أليس كذلك؟
انظر الي أسلوب القرآن في دعوة ( الكفار)... أقول لك (الكفار) وليس ( مسلما لا يعرف شيئا عن الدين)
هل كان القرآن يرغبهم في الجنة فقط وفي (الحياة الحلوة) التي سوف يعيشونها اذا أسلموا؟
أم القرآن اعتمد الترغيب والترهيب؟؟.... فيه وعد ووعيد.... جنة ونار....نعيم وعذاب؟؟
هل كان القرآن بذلك (يكره الكفار في الدين الجديد ) كما تقول؟
اذن منهج الدعوة... السير بالناس الي الله علي جناجي الترغيب والترهيب....
هذا من ناحية الدين.. والاتباع لمنهج الحبيب.... وكذلك حبيبي في الله فان اسلوب الترغيب والترهيب يتوافق تماما مع علم النفس الحديث كما سأناقشك في
المرة القادمة... بينما أسلوب الترغيب فقط... والرجاء دون الخوف....أمر يؤدي الي خلل نفسي...وشخصية غير سوية في السلوك.. كما سأنقل لك من
كلام كتب علم النفس.
تذكر أننا لم نتناقش سوي في نصف السؤال الأول... ولكن أطمأن لم أنس النصف الثاني ... فله وقته ان شاء الله... ولكن افسح لكلامي هذا في صدرك مكانا
صغيرا... فو الله ما بعثني علي كتابته وامضاء الوقت في اخراجه الا حبي لك وللحق.
-----------------------------